التصاعد الطائفي بين العرب والمسلمين.. بقلم خليل حيدر
زاوية الكتابكتب أغسطس 31, 2013, 12:04 ص 723 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / طائفية اليوم.. في سبع نقاط!
خليل علي حيدر
هل ظواهر الانقسام السياسي الطاغية في سورية ومصر وبلدان مجلس التعاون الخليجي وشمال افريقيا وباكستان وافغانستان، والتي نسميها عادة بالطائفية، هي طائفية حقا؟
هل السنة والشيعة مثلا، منقسمون في بعض هذه الدول لأسباب مذهبية، وحول مسائل دينية، أم ان هذه الانقسامات وليدة مخاوف سياسية وصراعات اقتصادية واجتماعية وربما لغوية وثقافية وغيرها؟
«الطائفية» كما لا يخفى، وكأي ظاهرة بشرية، صعبة الحصر والتعريف. وقد ينقسم الناس والجماعات لأسباب دينية ومذهبية وعرقية ومهنية وغيرها، فتقوم بينهم الجدران والحواجز، وتتعمق المخاوف والصور المسبقة وانواع الشكوك والمخاوف والكراهية، وتنفصل بينهم مؤسسات القانون والمقابر ومجالات العمل واشياء كثيرة اخرى.
ويثير تصاعد الطائفية بين العرب والمسلمين خلال هذه المرحلة الكثير من الاسئلة والملاحظات، التي قد تبقى بلا جواب أو تفسير.
-1 فالملاحظ اولا، ان هذه الظاهرة الخطيرة تتفاقم بيننا بعد «صحوة دينية» عارمة منذ اربعين سنة، 1967، 1970 وما بعدها.
وقد توقع الكثيرون يومذاك ان الطائفية من بذور الجاهلية والاستعمار وربما الصهيونية وغيرها. ولكن الصحوة الدينية اشرفت في اعتقاد البعض على الاضمحلال.. فيما انتعشت الطائفية، فلماذا؟
-2 تتصاعد الطائفية في مجتمعات العالمين العربي والاسلامي في غمرة ثورة اتصالات ومواصلات كبرى، حيث طغى استخدام النقال والانترنت وتيسر السفر والانتقال، وصار من اسهل الامور مطالعة كتب ومصادر ومجلات وآراء كل فريق ومذهب، واصبحت المحطات الفضائية الدينية والمذهبية على كل شاشة. ولكن التفاهم لم يتعمق، بل ازداد التعصب والتكفير، وقويت ميول الاقليات المذهبية والقومية نحو الاستقلال. لماذا؟
-3 عرفت مجتمعات العالم الاسلامي ظاهرة الطائفية عبر القرون، حيث انتشر العداء والتكفير بين المذاهب المختلفة بما فيها المذاهب السنية من الداخل، ومذاهب اهل الشيعة فيما بينهم. ولكن الطائفية اليوم تعم مجتمعات انتشر فيها التعليم النظامي والجامعي وتقلصت الامية والجهل، فهل يزداد البعض طائفية كلما ازداد علما وثقافة؟
-4 تتصاعد الطائفية بعد ندوات كثيرة لمحاربة التعصب الديني ومكافحة الطائفية وتشجيع التعددية الثقافية والمذهبية.
وتنتصر الطائفية في بعض الشرائح الاجتماعية رغم مجهودات التقريب بين المذاهب وما اصدرت مؤسساته من كتب ونشرات ولا تزال، وما عقدت من لقاءات. ويزداد الصراع في مصر مثلا ولبنان وسورية والعراق بين الاسلام والمسيحية حتى بات الوجود المسيحي في هذه الدول عرضة لخطر الابادة. وتجري هذه التطورات الخطيرة امام العالم كله حتى تحدثت الصحف يوم 2013/7/24 عن ان «سفارات غربية طرحت منح المسيحيين السوريين تأشيرات هجرة». بالطبع، لا احد منا يتذكر اليوم، توصيات «الحوار الاسلامي – المسيحي» الكثيرة المتكررة منذ اعوام واعوام. لا الحوار بات يجدي ولا الهيئات ولا الندوات.. فيما يبدو.
-5 كانت الطائفية فيما مضى، قبل خمسين أو مائة عام، صراعا فكريا مذهبيا قوميا اجتماعيا محدودا، يكتفي اطرافه بالتخاصم والانعزال والهمس ضد الطرف الآخر والحرص على استمرار حد معقول من العلاقة الاجتماعية والمجاملات. اما اليوم فهناك السيارات المفخخة والتفجيرات ضد المساجد والحسينيات وتجمعات كل مذهب، وسلاح التكفير الجماعي والتهديد بالقتل والابادة الجماعية وسبي النساء والاستيلاء على الممتلكات باعتبار الطرف المقابل من الكفار بل ان الكفار، كما يقولون احيانا، افضل منهم!
هل التمسك بالدين والمذهب بشدة، يلغي التسامح والانسانية واحترام حقوق الطرف الآخر؟ ام ينبغي ان يحدث العكس!
-6 تتزايد قوة الطائفية الدينية والمذهبية وحتى القومية رغم ان الجميع يدرك مخاطرها ونتائجها المؤلمة ونهايتها المدمرة لاستقرار الاوطان والمجتمعات. وفي الكثير من الحالات لا يستمع احد الى المثقفين والعقلاء والقيادات التقليدية وشيوخ الدين المعارضين لتسييس الدين، ويلتف الجمهور حول دعاة التعصب والتشددد والتشكيك والانتقام واستخدام السلاح والعنف. لماذا يحب البعض ان يلدغ من نفس الجحر مرارا؟ ولماذا يعبد الناس القوة والعنف ولا يرون فائدة في التسامح وموازنة المصالح؟
-7 التيار الطائفي قد يكون صاعقا. فقد تكون الاسرة معتدلة متسامحة، والأم مثقفة والأب ضد الطائفية.. اما الابناء والاقارب فقصة اخرى! الاصدقاء يدمرون بعض الاولاد، المناهج المدرسية المعوجة تثير العداوة، بعض شيوخ الدين والدعاة المتعصبين الذين يرددون النصوص والفتاوى دون تفكير في المستقبل والنتائج.. ما العمل؟
تعليقات