الحرب أصبحت صناعة وتجارة معاً.. برأي فواز المطرقة

زاوية الكتاب

كتب 661 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  أمريكا تغرق في الدم السوري

فواز الملفي المطرقة

 

ها هي ساعات الزمان تدور للخلف، ويعيد الزمان نفسه، وتتأهب الإدارة الأمريكية لشن هجوم عسكري على بلاد الشام، عجلة لا تتوقف عن الدوران تلك هي تجارية الحرب التي تشعلها الولايات المتحدة في كل مكان، وأسالوا أهل أفغانستان وباكستان، أسالوا القتلى في العراق، ولبنان؟

لقد أصبحت الحرب صناعة ... لا .. بل صناعة وتجارة معا.

اختلف المحللون ومهما اختلفوا في شرح أهداف الإدارة الأمريكية من وراء ضربتها لسوريا، فمنهم من قال إنها تهدف إلى تلقين الرئيس بشار الأسد وإيران درسا في عواقب تحدي الغرب، وقال آخرون إنها تهدف إلى تغيير دفة الحرب الأهلية، وذلك بعد إظهار الجيش الحر كفاءة كبيرة في القتال وصموده كل هذا الوقت أمام العتاد المهول للجيش النظامي بقيادة الفأر العلوي.

لكن الواقع الملموس يختلف عن ذلك بكثير، فالواقع من بكل أشكاله وألوانه وفق وجهة نظري البسيطة تقول إن الإدارة الأمريكية لا تبحث إلا عن مصالحها الخاصة، هذا هو ديدنها ومذهبها ..... وإلى ما لا نهاية.

الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الدائمون انجلترا وفرنسا – لا ولن يهتموا لأمر سوريا وما يحدث فيها من مذابح، أين هي من بداية الحرب قبل سنتين؟!، أين هي من حقوق الإنسان والقوانين الدولية التي حرمت استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات المحرمة؟!، ولو كان ذلك لما صبرت أمريكا وحلفائها عامين كاملين منذ بدء الثورة السورية، لا ولن يهتموا لتشريد ملايين السوريين.

إن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا ومهما كانت كلفته التي لن يدفعها الشعب الأمريكي بالطبع ولا إدارته، بل ستدفع ثمنها الشعوب العربية كافة ضد أي دولة من الدول التي تساند إيران وتدعم حزب الله ضد إسرائيل مصلحة استراتيجية عليا تتمثل في تحقيق الهدف الأسمى الذي تعاقبت الإدارات الأمريكية على تحقيقه ألا وهو الدفاع عن الكيان الصهيوني وتحقيق أمنه مهما كانت النتائج.

كما أن الإدارة الأمريكية بضربها لسوريا سوف تضمن استمرار الحرب الطائفية بين أبناء سوريا فتوجيه ضربتها نحو مستودعات وأسلحة الجيش النظامي، مع ضرب عدد من مواقع الجيش الحر الهامة من شأنه معادلة كفتي الحرب في سوريا وهو أيضا ما يدخل في دائرة حماية إسرائيل.

وفي النهاية لا يبقى إلا التذكير بأن توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا وحتى كتابة هذه السطور يلقى انقساما شديدا في المجتمع الأمريكي بين مؤيد ومعارض، ويكفي أن أشير هنا إلى ما قاله كيسنجر في حديث لـ«واشنطن بوست»: إن للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية للتدخل في دولة تحالفت مع إيران ودعمت حماس وحزب الله ضد إسرائيل، ولكنه عاد وتساءل هل كل مصلحة استراتيجية تصلح لأن تكون سببا كافيا للذهاب إلى الحرب؟

اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل سوء ... والله الموفق.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك