شذرات من تاريخ دول الخليج!.. بقلم خليفة الخرافي

القبس

شذرات من تاريخ دول الخليج

خليفة مساعد الخرافي

 

«دلمون» حضارة قامت في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية، وعرفها السومريون بأرض الفردوس وأرض الخلود والحياة «أثبت علماء في وكالة «ناسا» للفضاء أن صحراء الجزيرة العربية كانت فيها أنهر وغابات تماثل ما في سويسرا وڤيينا والمانيا، ويتوقعون بسبب تحولات مناخية بعد الف سنة سترجع صحراء الجزيرة العربية منطقة خضراء لكثرة الامطار.. والله أعلم».

عُرفت البحرين قبيل ظهور الإسلام باسم «أوال». وقد سميت بذلك نسبة إلى صنم على شكل رأس ثور، يقع في جزيرة المحرق الحالية، ويعبده أقوام من بني بكر بن وائل وتميم.

كانت بلاد البحرين تحت هيمنة الفرس الساسانيين في تلك الفترة، يحكمونها عن طريق ولاة من العرب. وكان والي البحرين وقت ظهور الإسلام هو المنذر بن ساوى من بني تميم، ومقره مدينة هجر (الاحساء الحالية).

في عام 1521م سقطت جزر البحرين تحت الحكم البرتغالي لثمانين عاما حتى قام الصفويون، حكام فارس، باحتلال جزيرة البحرين سنة 1602م. وقد ظلت تحت الهيمنة الفارسية بشكل مباشر أو غير مباشر حتى سنة 1783م، تخللت ذلك غزوات من دولة عُمان (1717 و1738م) وفترات من الاستقلال على يد العرب الهولة. وفي عام 1753م، استولى ناصر آل مذكور، شيخ عرب المطاريش في بندر بوشهر، على البحرين نيابة عن كريم زند حاكم إيران. وفي سنة 1783م قام العتوب بقيادة أسرة آل خليفة الذين نزحوا من الزبارة في قطر مع هجرة العتوب بهجوم بحري على البحرين، فهزموا ناصر المذكور واستقلوا بالبحرين. وجعل آل خليفة قاعدتهم في جزيرة المحرق. وفي عام 1861 وقّع شيوخ آل خليفة اتفاقية حماية مع الانكليز. ومنذ 1926 - 1956 كانت ادارة الامن في البحرين تتبع المستشار الانكليزي بلجريف، يدير ويقود الامن من خلال رجال أشداء يبلغ عددهم 200 شرطي أجنبي «مرتزقة» تم توظيفهم في مسقط، والشرطة تتكون من الأفارقة السود والبلوش ومن الهنود.

واجه آل خليفة حكام البحرين، ومازالوا، اضطرابات ومطالبات وتحركات من جماعات من الشعب البحريني مطالبة باصلاحات دستورية جذرية. نتمنى أن تصل الاوضاع في الشقيقة البحرين الى الانفراج والحل بحكمة الطرفين، الحاكم والمعارضة، لأن امان البحرين واستقرارها هما أمان واستقرار لبقية دول الخليج.

* * *

دولة الإمارات

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة المعاصرة جزءاً من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم «عمان»، وذكره كثير من المؤرخين والكتّاب العرب وغيرهم، والذي يشمل حالياً سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة. من هذا المنطلق فإن تاريخ دولة الامارات يدخل في إطار التاريخ العماني. وقبل ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة كانت المنطقة تسمى «ساحل عمان». الفترة من 4000 ق.م. - 300 ق.م.

تناوب على السيطرة عليها الفينيقيون والأخمينيون والاسكندر المقدوني والساسانيون، تلتهم العهود الإسلامية الأولى.

في حقبة ما قبل النفط كانت الامارات مشيخات كل مشيخة تسكنها عشيرة يحكمها حاكم: فالشيخ ذياب بن عيسى بن نهيان يحكم ابوظبي. والشيخ مكتوم بن بطي يحكم دبي. والشيخ راشد بن حميد النعيمي يحكم عجمان. والشيخ سالم بن سلطان رحمه بن مطر القاسمي يحكم رأس الخيمة.

والشيخ ماجد بن علي حمد بن عبد الله القاسمي يحكم الشارقة.

عام 1971 وحَّد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مشيخات الامارات بالتراضي وكوَّن دولة الامارات العربية التي استطاعت الاستفادة من الوفرة المالية للنفط، فأصبحت امارة ابوظبي مزدهرة اقتصاديا وعمرانيا.

ويقوم الشيخ خليفة بن زايد واخوته بتكملة مسيرة والدهم المرحوم الشيخ زايد بقيادة دولة الامارات لما فيه خير لحكامها وشعوبها، وتطوير إمارة ابوظبي وجعل شعبها يعيش في بحبوحة، وتبلغ احتياطيات الاجيال القادمة في ابوظبي مايقارب تريليون دولار اميركي.

كما نجح حاكم امارة دبي الشيخ محمد بن راشد ان يكمل مابدأه والده المرحوم الشيخ راشد بن مكتوم بجعل دبي مركزا ماليا وتجاريا، فقد تمكن الشيخ محمد بقدراته القيادية من أن «يدمج» صفته كرجل اعمال ناجح «يسهل الامور ولا يعقدها» مع واجبه كحاكم اشاع الامن والامان، فنجح بجعل دبي مركزاً اقتصادياً عالمياً ودولياً ليصل عدد من يسافر ذاهبا او قادما من مطارها ما يقارب 60 مليون راكب سنوياً.

واما أمارة الشارقة فحاكمها سلطان بن محمد القاسمي الذي عرف بعشقه للثقافة والادب وحب العلم، فأصبحت إمارة الشارقة قبلة عشاق الاعمار العربي والاسلامي ومحبي العلم والثقافة.

وكذلك تمكن باقي حكام الامارات من انعاش الاقتصاد في دولهم وان يعيش مواطنوها في بحبوحة من العيش.

* * *

 ان مت بشارع فؤاد ادفنوني

 الشاعر الكبير عبدالله اللويحان الذي اعجب جداً بمصر عندما زارها في الخمسينات، وكانت وقتئذ مدينة الرياض شديدة التزمت ومحافظة جداً، فتمنى في قصيدته ان يدفنوه في شارع الملك فؤاد لكثرة الحسناوات الفاتنات فأوحين له بهذه القصيدة:

إن مت في شارع فؤاد ادفنوني

ياطا على قبري بنات مـزايين

ما عاد أكذب عقب شافت عيوني

بنات مـن نسل البوش والسلاطين

شفت الزهو بناعمات الغصونـي

ما دونها حارس على العسر واللين

أحد يدور للبضاعة زبوني

واحد تفسح قاضبين القوانين

شارع به اجناس على كل لوني

ما داج فيه أهل الحسد والشياطين

يا عاذل راعـي الهوى ما تموني

تنقد وعنك النـاس ما هم بدارين

الناس فـي سجات ما يسمعوني

الوقت عدل ومثله الناس عدلين

ياأهل العقول الطيبة سامحوني

كل برايه يحسب العشر عشـرين

* * *

إيرادات دول الخليج قبل ثروة النفط وبعدها 

في إحدى مقابلات برنامج في قناة الجزيرة، والتي يماثل خطها ومنهجها إذاعة الــ B.B.C البريطانية، التي تمول من ميزانية وزارة الخارجية البريطانية لتحقيق اهداف الامبراطورية، التي غابت عنها الشمس، وكان ضيف البرنامج في قناة الحزيرة الفريق ضاحي بن خلفان القيادي الأمني برتبة فريق، والذي أجاب فيه بثقة كبيرة على سؤال لمقدم البرنامج عن تداخل اموال حكام الخليج الخاصة مع اموال الدولة، وهل هناك فصل بينهما فأجاب الفريق ضاحي بن خلفان أطال الله في عمره إجابة حيرت الغرب والشرق وهي «ان اموال الحاكم هي اموال الشعب واموال الشعب هي اموال الحاكم، وفسرها اكثر بقوله ما عند الشعب من اموال هي للحاكم وما عند الحاكم من أموال هي للشعب». وأوضح بن خلفان انها نظرية اقتصادية فريدة من نوعها لن يستطيع احد غير اهل الخليج ان يفهمها!

البعض قد يختلف او يتفق مع وصف الفريق ضاحي خلفان، انما هي وجهة نظر نحترم حقه في ابدائها.

 حين نقارن بين تنعم اهل وحكام دول الخليج في ثروات النفط «كل طلعة شمس يدخل لدول الخليج من بيع النفط والغاز أكثر من اثنين مليار دولار يومياً» وبين حقبة ما قبل ظهور ثروة النفط، حيث كان اعتماد حكام دويلات الخليج مادياً على ايرادات إما تكون ايرادات قلاطات «ضرائب» على ملاك المراكب والطوواويش والبحارة والغاصة أو رسوم الجمارك يفعل بها الحاكم ما يشاء دون ان يجرؤ احد على مساءلته وحتى المدارس كانت تقام بتبرع من التجار والشعب، أما المستشفيات لعلاج المرضى في الخليج فهي تبرع من لجان خيرية تبشيرية مسيحية كما نفعل نحن اليوم في افريقيا واسيا.

 ولم تصلنا اي تبرعات لبناء مدرسة او مستشفى او عمل طريق اسفلت من أثرياء اهل الشام وحكامها ولا من أغنياء وأمراء اهل مصر وحكامها عدا ابتعاث مجموعة محدودة العدد من مدرسين. ودول الخليج اليوم عن طيب خاطر تقيم مشاريع خدمية كبيرة متنوعة للدول العربية والاسلامية وغيرها.

* * *

نفتخر

حقق بطل العالم في الدراجات المائية الكويتي عبدالله الفاضل انجازا لافتا في اللعبة، بحصوله على لقب بطل موسم الولايات المتحدة الاميركية 2013 في فئتي المعدل والمحدودة التعديل لكبار المحترفين (O.B.R) في البطولة التي اختتمت منافسات جولاتها السبع في ولاية ويست فرجينيا.

* * *

كما نهنئ الكويت ونفخر بالرامي الشاب الواعد محمد الهاملي الذي حصل على الميدالية الذهبية في منافسات رماية «التراب» ضمن دورة الالعاب الاسيوية الثانية للشباب المقامة حاليا في مدينة ناجنيج الصينية.

* * *

● وداعاً سفيرة فرنسا في الكويت السيدة ندى يافي، لقد جمعت سحر الشرق وروحه وعفويته بلبنانيتك الرقيقة وذوق وثقافة فرنسا لانتمائك لبلد الفنون والموضة والعلم والطب والصناعة. تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح في منصبك الجديد.

* * *

● ردت صحيفة القبس قبل ايام على وعد الحكومة الكويتية الرشيدة للشعب الكويتي انها ستقوم بإصلاح شامل وتنمية ومحاسبة جادة للمقصر، وكان رد القبس: «لننتظر... ونرى» والكويت عن بكرة ابيها تنتظر والعلم عند الله الى متى؟

* * *

● رحم الله العم عبدالله الأحمد السميط، فقد كان يجسد أطباع أهل الكويت بمحبته وطيبته وعشقه لوطنه وحبه لعمل الخير.

ندعو الله له بالرحمة والمغفرة ولأهله الصبر والسلوان.

* * *

الجمعة المقبل سنمر مرور الكرام على تاريخ دولة قطر الشقيقة، وكذلك سنذكر مدينة الزبير وكيف حافظ أهل هذه المدينة العراقية على ثقافتها النجدية.