راجع نفسك قبل أن تقابل ربك !

زاوية الكتاب

كتب 1019 مشاهدات 0

محمد المطوع

 

 قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا , وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا , وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ( سورة النساء الآيات 71- 73 ) وهذه الآيات نزلت في المنافقين تصف حالة من أحوالهم الجماعية والفردية , وبهذا يوضح لنا الله ما هي صفات الأعمال التي يؤتيها المنافقين ليحذرنا من أمرين أول أمر يحذرنا من أن ننتهج هذا النهج حتى لا يدخل النفاق إلى قلوبنا متسللا من غير أن نعلم , كما إن رب العالمين يحذر المؤمنين من هؤلاء الذين بفعلهم هذا يثبطون من عزيمة المؤمنين.

ولنرجع إلى تاريخ ثورة 25 يناير وكيف بدأت , حيث أعلن نشطاء من الشباب المصري عن عزمهم النزول إلى ميادين مصر لخلع حسني مبارك والنظام الحاكم وذلك على اثر نجاح ثورة تونس التي اندلعت فجأة ومن غير ميعاد مسبق, وعلى اثر هذه الدعوة من نشطاء الشباب المصري على وسائل التواصل الاجتماعي تفاعل بقية الشعب المصري معها وبالفعل وفي اليوم المحدد نزل إلى الميادين معظم الشعب المصري بمواجهة وزارة الداخلية والأمن المركزي وهم لا يحملون أي سلاح سوى حجارة الرصيف للرد عليهم, ولم يمتنع عن النزول للميادين سوى الجماعتين الأكبر في مصر وهما الحزب الوطني الحاكم وجماعة الإخوان, واستغرب كل العالم هذا الموقف من الإخوان المسلمين لماذا لا ينضمون للشعب في ثورته المباركة التي أذهلت الجميع, فالشباب المصري يفتح صدره للرصاص غير آبه بأن يلاقي ربه شهيدا طاهرا في سبيل أن يعيش حياة كريمة, والأخوان الذين يدعون معارضة النظام ملتزمين مساكنهم بين نساءهم وأبناءهم, وبعد مرور ثلاثة أيام كاملة وبعد أن تبين بوضوح ميلان الكفة إلى جانب الشعب وإن فوز الثوار بات قاب قوسين أو أدنى, نزل الأخوان للشارع ليساندوا الكفة الراجحة, وليستولوا على الغنائم.

فيا أيها الشباب التابع للإخوان قارن بين الآيات الكريمة التي أوردتها في صدر المقال وبين فعل الإخوان في بداية ثورة خمسة وعشرين يناير وأعرف أين وضعك, راجع نفسك قبل أن تقابل ربك, حدد مسارك قبل أن ينتهي عملك وأعلم فإنه لن ينفعك سادتك وكبراءك, يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله.
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد , والله عليم بذات الصدور

الآن - راي : محمد المطوع

تعليقات

اكتب تعليقك