ناصر المطيري يكتب عن ضرب سوريا والقلق الخليجي من إيران
زاوية الكتابكتب أغسطس 28, 2013, 12:16 م 2153 مشاهدات 0
السؤال الخليجي القلق حاليا يدور عما اذا كانت ايران سترد على الضربة المحتملة لسورية من جانب الولايات المتحدة والدول الغربية، والمخاوف أن يكون الرد الايراني على أراضي دول الخليج الحليف الاستراتيجي الأول لواشنطن ومركز أكبر القواعد العسكرية الأميركية.. والحديث عن الموقف الايراني لاينفصل عن التطرق للموقف الروسي باعتبار الدولتين هما الحلفين الرئيسيين لنظام بشار الأسد..
الجواب عن ذلك يتطلب منا التوقف والتفكر في جملة من المواقف والتحركات السياسية التي شهدتها الأيام الماضية لنستشف حقيقة المشهد القادم في المنطقة..
أولاً: وكما هو معلوم وحسب ما رشح من تصريحات سياسية وعسكرية من مراكز القرار السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة لها أن الضربة التي ستنفذها الولايات المتحدة ستكون محدودة الزمان والمكان ولن تخوض القوات الأميركية معركة على الأرض على غرار النموذجين: الأفغاني والعراقي..
ثانيا.. من الواضح أن هناك تحييداً للموقف الروسي ازاء عزم الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية لسورية، وكان أوضح تصريح على ذلك كلام المتحدث باسم البحرية الروسية أمس عندما قال: ان الأسطول الروسي في طرطوس سينسحب في حال حصول تصعيد عسكري حاد في سورية، هذا التراجع في الموقف الروسي عن سورية تفسره تحركات سعودية أخيرة قادها الأمير بندر بن سلطان انتهت بتقديم عرض نفطي سخي لموسكو حسب ما أشارت صحف روسية لذلك.
ثالثا..أما بالنسبة للموقف الايراني، فهو الآخر يتسم بالبرود نسبياً اذا ماقارناه بمراحل سابقة، ولعل زيارة السلطان قابوس الى طهران خلال هذا الأسبوع حملت في مضمونها بحث وساطة أميركية ايرانية لايجاد حل للملفات بينهم منها البرنامج النووي الايراني وتدخل ايران بالبحرين وسورية، وسعى لعقد قمة تاريخية لم تحدث بين أميركا وايران منذ 30 سنة وستكون في مسقط بين وزيري الخارجية الأميركي والايراني..
لذلك ايران حاليا تفضل خوض معركة التفاوض مع خصمها التاريخي الولايات المتحدة على أن تدخل طرفاً مباشرا في الحرب للدفاع عن نظام بشار الأسد، ثم ان ايران لن تزايد على الموقف الروسي المتراجع عن سورية في هذه المرحلة.
من خلال هذه النظرة البسيطة وبربط كل تلك الخيوط والمواقف والتحركات يمكن أن نصل لنتيجة مفادها أن الولايات المتحدة لم تقرر ضرب سورية الا بعد أن رتبت الساحة السياسية وضمنت المواقف الدولية والاقليمية بالحفاظ على أمنها وأمن ومصالح حلفائها الخليجيين.. الخلاصة التي نراها أنه لاداعي اطلاقاً للقلق الخليجي من أي رد فعل ايراني انتقامي بعد توجيه ضربة أميركية للنظام السوري، فالقضية بعد توجيه الضربة سوف تدخل في اطار مفاوضات تسوية توزع الأدوار والمصالح للقوى الاقليمية والدولية في سورية ومحيطها.. لذلك الصمت الايراني عن ضرب سورية يمنحها مكاسب أكثر من الدخول في حرب معروفة نتيجتها سلفاً، هكذا سيتعامل العقل الايراني مع المرحلة المفصلية القادمة.
ناصر المطيري
تعليقات