حاكم البلدة الجديد (٢)

زاوية الكتاب

كتب 1109 مشاهدات 0

مهند الساير

'لكل قصة نهاية إلا الوطن ابواب البداية فيه لا تنتهي و قصصه تحكى كل يوم ... نبتدأ من جديد مع حاكم البلدة (٢)'

كانت هناك بلدة آمنة تنعم بالرخاء والعيش الرغيد ، وكان أهلها يشتهرون بالطيبة والكرم كما انهم يشتهرون بشدة التمسك بالآراء والفكر ، حتى أنهم أصبحوا يحولون كل خلاف فكري إلى خلاف شخصي بينهم ولأنهم كذلك خليط من أعراق مختلفة ، أصبح كل توجه فكري يفسر إنه توجه عرقي ومذهبي بينهم ، فأصبحوا لايتفقون إلا بالأزمات وبينما هم في باقي الوقت على خلاف .
وكانت هناك فئة ناشطه منهم تقاتل السلطة لكي تقر بعض الحقوق المشروعه لكافة ابناء البلدة ، وبين فترة وأخرى تجد تلك الفئة قبول من باقي افراد المجتمع وهو مايزيد هاجس السلطه في كيفية مقاومة أبناء البلدة كافة ، لذلك كانت تلجأ لعدة طرق في محاوله لتفكيك تلك الجموع حتى لا تشكل قوه تهدد مصالحها ، كانت إحدى تلك السبل وأسهلها وأشدها فتكاً هو تخوين تلك الفئة ومحاربة اي موضوع كانت تتبناه ، ولأن البلدة ذات طابع فكري مختلف سـَهُل تقسيمها إلى أن حلَت مصيبة عظيمة على البلده ، ودون اي مؤشر سابق وبشكل مفاجئ غُزيت تلك البلدة من بلدة أخرى ، فحاولت أن تستنجد بالبلدان الأخرى ، فما استطاعوا ان يفعلوا شيء لأن الغازي تحجج ان تلك البلدة الطيبة لم تعد على وفاق وان السلطة كثيراً مارددت ان هناك فئة ذات طموح سيء وسادت بلدتكم لغة التخوين ، فلم يعد ابنائكم يرغبون بسلطتكم عليهم ، ولكن سرعان ماتجمعت البلدة عندما سمعت حديث هذا الغازي وانكرت كل مايروج بل ذهبت إلى أبعد من ذلك فإستجمعت شتاتها واجتمع الناس لمطالبة البلدان الأخرى بسرعة إنقاذهم من الغازي ولكنهم فيما بينهم مع سلطتهم طلبوا طلباً واحد ان تُعاد لهم حقوقهم المسلوبه في سابق العهد وهذا ماتعهد به حاكم البلدة .
وبفضل الله تم إنقاذ البلدة من هذا الغازي وعادت البلدة كسابقها متاحبين أهلها ومنسجمين بشكل معقول ومقبول وصدق الحاكم في إعادة الحقوق لأبناء البلدة كما كانت ، ولكن لم تنتهي فصول القصة بعد ، ففي الجانب الآخر كان هناك بعض الاشخاص الذين يقتاتون على فساد البلدة حاولوا جاهدين لالغاء تلك الحقوق ومحاولة السيطرة على البلدة بل كانت هناك طموحات ومساعي كبرى لفاسدٍ صغير يرغب بأن يحكم البلدة فسُخِرت له كل الوسائل ومُهِدت له كافة الطُرق  لإعتلاء سُدة الحكم فأصبح متنفذاً في تلك البلدة ، صاحب صلاحيات عظيمة تمهيداً لكي يحكم ، ونظراً لفساده الخافي والمُعلن رفضه أبناء البلده و وقفوا في وجهة لأن لا يكن له نصيب في الحكم ، فلم يعد لهذا الفاسد خيار في ظل هذا التكاتف عليه ، وذهب إلى تفكيك البلدة و إعادة استغلال نقطة الضعف القديمة فأصبح يعمل ليل نهار لكي يضرب أبناء البلده بالفرقة فيما بينهم وتشتيت وحدتهم ونشر الصراع بينهم لإضعاف قوتهم وتفكيك وحدتهم وللأسف إستطاع وبجدارة وبمعاونة أكثر من فاسد يرغبون به ليستفيدون منه ، وباتوا يفرقوا البلدة إلى أقسام حتى إختلف الأخ مع أخيه والزوجة مع زوجها حتى أصبحت الطرق الصعبه طريقاً سالكه له  لبلوغ سدة الحكم فيكون حاكماً جديدًا للبلدة ..!!
ولم يبقى في الختام إلا التذكير  بـ أحد المقولات التي قرأتها في نهاية أحد الأفلام أود اقتباسها لما لها من وقع على روايتي سالفة الذكر ( كل صاحب معالي يجد تشابهاً بين أحداث هذا الفيلم الخياليه وأحداث حقيقة مر بها في حياته فهذه ليست مسؤولية الفيلم ولكنها مسؤولية معاليه شخصياً  )

 المحامي/مهند الساير

الآن - رأي / مهند الساير

تعليقات

اكتب تعليقك