الذكرى الــ13 لوفاة سامي المنيس.. بقلم فوزية أبل
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2013, 1:18 ص 962 مشاهدات 0
القبس
النائب الفقيد.. سامي المنيس
فوزية أبل
• نستذكر المرحوم سامي المنيس كشخص ومبدأ ومناقبية.. لا سيما عندما نستحضر اداءه البرلماني وسعيه دائماً ليكون مجلس الأمة في مكانته الرفيعة.
تحل علينا في هذه الأيام من أيام شهر أغسطس الذكرى الــ13 لوفاة العزيز سامي المنيس، رحمه الله. وفي رثائي اليوم عنونت مقالتي بجزء من أبرز المحطات في حياة الفقيد، وهي مسيرته البرلمانية.
لسنا بصدد التطرق إلى بصماته وأدائه خلال سنوات عطائه البرلماني التي تتسع لصفحات وصفحات وليس مقالة. ولكننا اليوم، حقا، نفتقد الشخصية البرلمانية، شخصية سامي المنيس.
بعدما كان سامي المنيس وأمثال سامي المنيس، وهم كثر بإذن الله، هم الوجوه المضيئة، والنماذج النيابية الوطنية التي كنا ولا نزال نستلهم ونستقي منهم الدروس والتجارب، فهم الأمثولة والقدوة في نظرتنا إلى المؤسسة التشريعية.
فقاعة عبدالله السالم لها مكانتها ورمزيتها في حياة الكويتيين، على مختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والاجتماعية، وتعد صرحا غاليا جدا، تذكر الكويتيين بسنوات الكفاح، والجهد الوطني الذي بذلوه في تحقيق المكاسب الديموقراطية والدستورية، وهامش واسع من الحريات.
واليوم، نقولها بكل حسرة وألم، وأسف، على ضياع هيبة قاعة عبدالله السالم ومكانتها، وفي ظل الفساد الذي نخر الجسد التشريعي بمختلف صوره وأشكاله ووسائله، وما حل بمجلس الأمة ولجانه.
وعلى الرغم من وجود قوى الفساد والإفساد في المجلس آنذاك، فقد كان سامي المنيس وأمثال سامي المنيس، من مختلف الأطياف، وبعملهم وأدائهم البرلماني القوي وخطابهم الراقي وحماسهم الوطني، عاملا أساسيا ومرتكزا ساهما في استمرار الروح البرلمانية ومواصلتها، وصون السياق التشريعي داخل قاعة عبدالله السالم واللجان البرلمانية.
ورغم النهج والخط الوطني اللذين لازما الفقيد طيلة سنوات عمله وعطائه البرلماني والسياسي، فانه لم يكن في يوم من الأيام معارضا من أجل المعارضة فقط، ولم يكن صاحب صراخ وألفاظ خارجة عن اللياقة والاحترام، ولم ينحز إلى فئة ضد فئة، بل كان يعامل زملاءه في المجلس، وحتى من هم خارج المجلس، بمسطرة واحدة وفق الحق والمصلحة العامة.
مبادئه الوطنية، وخلقه وسماحته السياسية، كانت تدفعه دائما إلى تغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر، ولم يبعده عمله السياسي والنيابي عن أصدقائه وزملائه القدامى، بل كان حريصا على التواصل مع الجميع، وكثير الزيارات إلى الديوانيات والمناسبات حرصا منه على الالتقاء بالناس والاستماع إلى آرائهم وأحاديثهم مبتسما، وكان صاحب كلمة ووفيا بوعوده.
ورغم انشغاله وارتباطاته فإنه كان مواظبا ودائم التواجد في «الطليعة»، يتابع أعماله ومتواصلا مع إدارة التحرير في الجريدة.
وكان ذا شخصية شعبية وبسيطة أحبه الجميع حتى من يخالفونه الرأي والفكر، وكانت له مواقفه السياسية والنقابية والنيابية المشهودة، ودوره في الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية، وقضايا الرأي والحريات.
ومن خلال تعاملي المهني مع المرحوم من خلال أسرة تحرير «الطليعة»، تعلمنا منك يا بوأحمد حب الزملاء والأصدقاء وتقديرهم، وأدب الاختلاف مع الخصوم، وأخلاقيات المهنة، والحماس الوطني، وهيبة الدولة والنظام، ونظافة اليد وعفة اللسان، ومعنى المبدأ.
وتعلمنا منك أنه رغم الخلافات الفكرية والسياسية، والصراعات في العمل السياسي والانتخابي يجب أن نعيش متسامحين، ونمد يدنا للمصلحة الوطنية والمصلحة العامة، ونسمو على الخلاف، ونتعالى على الجراح أيضا، في سبيل حل مشاكلنا وهموم وطننا الغالي.
كم نفتقدك.. ونفتقد أمثالك.
لك مني خالص الحب والوفاء..رحم الله سامي المنيس وأسكنه فسيح جناتهم.
تعليقات