الحوار هو المخرج لحالة الاحتقان السياسي.. هكذا يعتقد الطراح
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2013, 1:09 ص 712 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / الأولويات.. الأهم فالمهم
خالد أحمد الطراح
لا خلاف على جوهر الاولويات التي ارادها رئيس المجلس في استبيان، ويكسب أهميته اذ خلق اجواء محفزة لحوار وطني شامل يخرجنا من حالة الاحتقان.
إن خطوة استطلاع أولويات الشعب لا شك في انها مبادرة طيبة وغير مسبوقة من الأخ العزيز مرزوق الغانم (أبو علي) رئيس مجلس الأمة، فالتعرف الى اتجاهات الرأي مهم للغاية من اجل رسم خريطة العمل التي يمكن أن تحقق تطلعات الشعب وتشيع الاطمئنان بين المواطنين حول دور السلطة التشريعية وأهدافها المنشودة. غير انني وكغيري ممن كتب بإسهاب حول هذا الموضوع نجد أنفسنا في حالة غير متحفزة للاستبيان في المرحلة الراهنة، إذا ما حاولنا تلطيف التحليل والابتعاد عن التشاؤم.
الأخ أبو علي فيما لو كلفت إدارة البحوث والإعلام لدى المجلس رصد القضايا المشتركة فيما قيل وأثناء جميع الحملات الانتخابية السابقة خلال السنوات العشر الماضية، علاوة على المقترحات التي وثقتها محاضر مجلس الأمة، ستجد كماً من المعلومات التي تحمل أفكارا وتوجهات مشتركة تحمل المعاني نفسها وتكاد تحمل اللغة والأسلوب والكلمات نفسها، وكأنها خرجت من مصدر واحد وليس عدة مصادر! لدى المواطن معاناة مشروعة تتمثل في التوظيف والتعليم وتطوير الخدمات الصحية وفرض هيبة القانون وحماية المال العام وتكافؤ فرص العمل والاستثمار أيضا وتفشي الفساد وبيروقراطية الجهاز الحكومي، وربما القضية الأهم الشعور بالأمن الاجتماعي. إلى جانب ذلك هناك مطالب (أولويات) تعتبر استنزافا لميزانية الدولة من دون الدخول في تفاصيلها، وإذا ما تم رصدها وتوثيقها فحينها أصبحتم كرئاسة ومكتب رئاسة في موقف لا تحسدون عليه وستجدون أنفسكم أمام «أولويات» قيدتم أنفسكم فيها وانتم في غنى عنها.
أما الأولويات الأهم فهي أولويات وطنية، سبق تناولها، في أكثر من مناسبة، فالبلد لا يعيش في أحسن أحواله، والمحيط الإقليمي أكثر اضطرابا وتوترا من قبل في العراق، واليوم لدينا الملف الكيماوي في سوريا وفي مصر ولبنان، ومشهد ديني لا يمت بصله للإسلام، حيث الوضع خرج عن الاختلاف والخلاف، وصارت دور العبادة أهدافا إرهابية، وكذلك المدنيون المسلمون «من شيعة وسنة»، اضافة الى مسيحيي بلاد المشرق العربي، وايضا أقباط مصر! هذه الاضطرابات الدموية نحن ليس بمنأى عن لهيبها، والشواهد كثيرة، وتكفي قراءة ما ينشر من تحليلات وتقارير صحفية. ففي هذه الظروف والتحديات يقتضي احتواء الوضع المحلي من خلال حوار مفتوح مع جميع شرائح المجتمع وفئاته من دون إقصاء أحد، وهذا المقترح ينسجم مع ما سبق أن دعوت إليه أنت شخصيا أخي ابو علي في أول تصريح صحفي لك بعد الفوز بالرئاسة.
ومما يعزز أهمية ان تخرج مبادرة الحوار من تحت قبة البرلمان، الأخذ بالاعتبار التحفظات التي أثيرت على الحكومة القديمة الجديدة وعودة بعض الوجوه إلى الحكومة التي تفتقد تقديم اي رؤية طموحة تنسجم مع تطلعات الشعب والأولويات التي تصبو إلى تحقيقها، ولعل من أهمها: تعديل النظام الانتخابي، سواء على مستوى الدوائر أو نظام التصويت.
ولا شك في أن هذه المبادرة وبما تمثله من أهمية، كونها تخرج من تحت عباءة المجلس، ستخلق أجواء جديدة ومحفزة لمشاركة واسعة في الحوار بما في ذلك المعارضة التي قاطعت الانتخابات الماضية. وبرأيي المتواضع ان هذه المبادرة هي المخرج للاحتقان السياسي وحالة عدم التوافق والاتفاق بين أطياف المجتمع والسلطة.
تعليقات