الساسة لا يثقون في بعضهم البعض.. هذا ما يراه الرويحل

زاوية الكتاب

كتب 1124 مشاهدات 0


عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  بلا ثورة.. بلا وجع قلب!!

محمد الرويحل

 

ثار العرب على أنظمتهم مطالبين بالحرية والكرامة مرددين شعار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» فتفاجأ الحكام بشعوبهم الثائرة وقد عرف عنهم الخنوع والرضا والخلاف فيما بينهم، فاعتقدوا للوهلة الأولى أن مؤامرة قد حيكت لهم من قبل الصهاينة على اعتبار أن الصهاينة هم أعداء الأمة، مع أنهم يعلمون بأن الصهاينة هم الأخوة الأعداء بلغة السياسة كما أن علاقتهم بهم أفضل بكثير من علاقتهم بشعوبهم بل لم يتعرضوا لهم بأذى أو إزعاج منذ أن وطؤوا أرض العرب من الحرص على الجار وإكرام الضيف وهي شيم عربية أصيلة امتازت الأنظمة العربية بإظهارها لكل من هو ليس بعربي، ولكن السياسة القذرة قاتل الله السياسة ومن ابتدعها، حيث لا عدو دائم ولا صديق دائم  فاعتقدوا أن الأخوة الأعداء طبقوا تلك المقولة وخانوا العهد ليستبدلوا أنظمتهم بأخرى، فالساسة لا يثقون في بعضهم البعض ومن شيمهم الغدر والخيانة  ..

وحين أجروا اتصالاتهم مع الأخوة الأعداء ليتأكدوا بأن ما حدث في بلدانهم مؤامرة أحيكت لهم أم هناك شيء آخر لا يعرفونه، فقيل لهم لم نفكر باستبدالكم ولن نجد أفضل منكم خدمة وموالاة لنا، ولم نتوقع أن يثور «عمالكم»نقصد شعوبكم فما عرفناه عنهم بأنهم شعوب متخلفه يعتبرون الديمقراطية كفر بواح، والثورة على الحاكم خروج عن طاعة ولي الأمر، وفتنة لعن الله موقظها، ولا يعرفون حقوقهم أو واجباتهم، لذا فما حصل أمر لم نتوقعه أو نحسب حسابه وسوف نخبركم بما يستجد لنا من أمور لعل وعسى أن نجد لكم حلا قبل فوات الأوان ..

يبدو أنها ثورة حقيقية هكذا قال الأخوة الأعداء وحلفائهم من غير الأعداء لذلك وجب التعامل معها قبل فوات الآوان وقبل أن يتذوق العرب طعم الحرية والديمقراطية فيتمسكوا بها بالنواجذ ويأتوا بأنظمة صالحة تخدمهم ولا تخدمنا وتؤلف بين قلوبهم وتستعدينا فنفقد كل ما بنيناه منذ أن خرجنا من ديارهم كمستعمرين للأرض وأصبحنا خارجها مستعمرين للأنظمة..

ماذا علينا أن نفعل هكذا يتحاورون فقال أحدهم لنستعمرهم من جديد فضحك الدهاة العرب من الإخوة غير الأعداء لسذاجة هذا الأخ العدو وقالوا له سيعتبرون قتالكم جهادا فيرحبو بذلك، فقال الآخر لاحل الا بافشال ثورتهم وعودة حلفائنا الأنظمة «الساقطة « ليرد الثالث وكيف؟ فرد أحد دهاة العرب من الاخوة غير الأعداء «الجيش والاعلام والاقتصاد « ثلاث لا رابع لهم وجميعها بأيدينا فلنسخرها للعمل على الإطاحة بالثوار وإفشال ثورتهم فاتفقوا الأخوة الأعداء والغير أعداء بهذا المخطط وأذا ببشاير النجاح والنصر يطل عليهم، وتيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي على قولت اخوانا المصاروة وليسوا باخوانا المسلمين على اعتبار أن الاخوان المسلمين منظمة إرهابية وصلت للسلطة عبر دبابات الصهاينة وأموال الصفوية وليس كما يشاع بصناديق الاقتراع ..

 

يعني بالعربي المشرمح:

 

 بلا ثورة بلا وجع قلب طالما أن العالم بأسره يتآمر علينا بالتعاون مع أنظمتنا وجيوشنا وإعلامنا ومثقفينا وعلمائنا وقضائنا وتجارنا وبأموالنا وأرواحنا ومقدراتنا  فلا حاجة لتذهب أرواحنا هباءً منثورا ورحم الله أمرءٍ عرف قدر نفسه، والايد اللي ما تقواها صافحها وكل الأمثلة الشعبية وغير الشعبية التي تكرس العبودية والخنوع والقبول بالواقع المرير يجب ان نؤمن بها ونتخذها عبرة لنا حتى نعتبر فلا ديمقراطية ولا حرية ستنالها الشعوب العربية وسنبقى مملوكين لأنظمتنا ومن خلفها أعدائنا وعلى مدى خمسين عاماً قادمة خصوصا إذا ما فشلت هذه الثورات والتي أرى فشلها قد بانت ملامحه..

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك