الحوار المتجدد (صور قلمية) مختار ... فكة !!!
زاوية الكتابكتب يونيو 18, 2008, منتصف الليل 363 مشاهدات 0
د. مازن حمدونه
في أوج الصراع في ذاك الوقت ... كان الزمن زمن الزوبعة المتأججة في ذروة الصراع ما بين أهل الشر وبقايا شعب مشرد في مخيمات اللجوء .. بين البحث عن الهوية وبين أهل الأمر بالظلم والنهي عن الكرامة كاستحقاق ادمي ... صراع أخلاقي بين الكرامة والهوية .. والعدوان المتجسد بنوايا وبقايا 1967 .
في المجتمع الذي تبددت أركانه وسادت الفهلوة القيمية برزت شريحة من المغامرين البؤساء من تحت تراب التاريخ القديم ، من حملة ارث أباطرة النرجسية وتجار الموت القابضين على زناد الظلم .. من شعابذة ومشعوذي وزنادقة الكلام والألسن ..في سطوة واغتيال القيم والأخلاق .
هؤلاء الذين توارثتهم الأجيال كبضاعة فاسدة من أذناب الاحتلال وطابوره الخامس .. تسطروا من جديد وزادت شوكتهم وفتحوا كواليسهم ، وصعاليكهم يعتلون سدة الظلم والعربدة الاجتماعية .. يغتالون ما فشل الاحتلال عن اغتياله، صنعوا القلاقل ونحروا رقاب الأخلاق على مذبح العشائرية في حلة همجية .. بالقطع ليس كل هؤلاء كانوا نفعيين فقلة منهم كانت تبحث عن رضي الله في أعمالها .. ولكنها كانت محاصرة ايضا
يتهندمون بعباءات بهية ، وحلل جمعوها من أيد العباد. تأخذهم الخيلاء والإطراء .. مفتونون باستعراض القوة .. منهارون أمام العدل والأخلاق!!
دعوني اقبل تراب الوطن .. اودع عفته .. فالوطن مستباح من تجار الموت وعاشقي الظلم .
العجوز العاقل منهم في رحلة نهاية عمره لربما اغتال البسمة، والفرحة ، من قلوب المظلومين مئات المرات !! فهم لا يضعون للعدل مكانة .. يسردون المفردات الجميلة ويتمنطقون بسرد الحكايات بلا حصر .. وتشق عليك عذوبة خاطرهم .. طيب لسانهم .. وفي معترك الأيام تتعرى أمامك صفحاتهم فهم يخلعون الأخلاق كالأحذية على أبواب منازلهم .
يتحول العزيز منهم في لحظات إلى ذليل وبائس .. والشهم إلى سفاح .. وتسمع زئيرهم في توزيع غنائم استباحة دم وحقوق المظلومين ..ماذا تفعل مع كل هؤلاء الذين هم في خلاعة وخلع من القيم ؟؟!
في الانتفاضة الاولى .. ضعف جسم العدل .. وأهل القضاء في سكرة .. وأهل المحاكم أصبحوا اشد بؤسا في إنصاف الحق .. فأصبحوا شركاء الجهلاء وتبادلوا منافعهم .. وتحول المجتمع إلى محاكم من شياطين الأرض تتجاذبها سطوة أهل العرف ومحامي الخسة والخلع ..
أشدهم عدلاً أشدهم فقرا .. فلا بضاعة له في وسط وحوش الدنيا ومغتالي الحق والحقيقة !!
مختار فكه ..!
حضر رجل الى واحد من مجالس الفصل بين الناس بعد غياب محاكم القضاء .. قدم نفسه مختارا وكان اسمه غريبا لا اعلم كيف رضي ومازال يرضى على نفسه ذاك الاسم اللعين فكان أحد مشتقات العار ..
كانت ملامحه تشير إلى وضاعة وخسة .. ويحمل من الخسة والوضاعة إرثا ثقيلا.. يجد ضالته ويشبع طمعه بتطفله على البائسين .. ظهر بصحبته رجل مازالت الدنيا تلعنه ، وأهل الأرض تركله .. رجل اخرق بصحبته يغدق عليه من ثروته في إشباع طبيعة نفسه .. له من وزن العقل ما للثعالب.. ومن الدين ما لأبي لهب .. ومن الأخلاق ما تنازل عنها منذ نعومة أظافره !!
كان قصيرا، يرتدى حلة لا تراها إلا على الأغنام .. يتاجر بالأخلاق والعدل في حالة فقدانهما وفي أوج سيطرة قانون الأطفال على المجتمع .. كان ذاك الرجل يرتدى حلة غريبة مكونة من جاعد خراف كانت رائحته مازالت تفوح .. فبدا كحظيرة أغنام متحركة كلما جاب المكان .. تهندم بجيفة خروف .. يبدو انه كان سطا عليه من حظائر احد الجيران ..
خبرت لاحقا انه خبيرا في قضايا الفصل بين الأزواج .. يقتات على موائد المطلقات ..
بدا مظهره رثا كأخلاقه البائسة .. وما ان نطق باسمه أدركت ان الله منحه مكانة أصيلة جمعت الاسم على الشكل في أقوى بناء .. فكان اسمه لا يقل وضاعة عن ملبسه !!
شق صدر الجيفة وجعل منها معطفا .. وحين بدأ بالكلام .. شعرت انه يؤمئم .. ويهمهم كالانعام الجائعة ، الباحثة عن طعام!!
تكشفت أسرار خبرته وتجاربه اللعينة .. بفصل الحق عن أهله ..ويمكر بالمغدورين فيغتال الحق في جبن منه .. يفاصل الأشرار في دفع فاتورة المداهنة والغش .. ويجمع من حوله عصابات من الموتورين فكانوا من حوله كالجرذان ينتظرون غنائمهم في اغتيال حقوق الناس .. شهدت كيف يقلبون الحق إلى باطل وعكسه .. ومن بعدها قررت ان اصف وضاعتهم .. ان امنحهم مكانتهم بين المجتمع .. شخصت كرامته التي تدوسها النعال وكيف يتحول إلى رهينة ككرة صغيرة تركلها أرجل الأطفال.
تعليقات