التيار الاسلامي والمعترك السياسي!
زاوية الكتابكتب أغسطس 25, 2013, 12:01 ص 1112 مشاهدات 0
دخول التيار الاسلامي للمعترك السياسي كان فاتحة طيبة لكثير من الاخوة العلمانيين لاخراج مصطلحات لم تكن موجودة وانزالها منزل الواقع الذي يجب الا يحاد عنه فمنذ متى بدا مصطلح الاسلام السياسي بالظهور إلى العلن ومنذ متى يخرج الرعاع ليكتشفوا نظرية ان السياسة شيء بينما الدين شيء اخر ليتبنوا من بعدها مفهوم فصل الدين عن الدولة والذي انشا مع نهاية الثورة الفرنسية ليسقطوه على واقعنا ويعينوا انفسهم في منصب الثائر بينما جمع مشايخ الدين والملتزمين هم في منزلة القساوسة الباطشين
الحقيقة ان مثل هذه المصطلحات ليست جديدة كما انها ليست ماركة مسجلة باسم سين او شين من العلمانيين العرب وانما هي مصطلحات مستوردة غرست خلال فترات الاستعمار وزادت هيمنتها بعد سقوط الدولة العثمانية لتظهر لنا جيلا اسدا علي وفي الحروب نعامة فعدد من قتل واعتقل وعذب من الاخوان المسلمين والسلفيين في عهد مبارك والسادات وعبد الناصر يزيد عن عدد من قتل من الاسرائيليين على ايديهم خلال اكثر من ثلاث حروب كاملة كما ان نسبة الفقر والتخلف والانهيار في عهد القومية العربية كان كافيا لان يلفظها اقرب المقربين إليها ولكن للاسف فان نبرة العاطفة هي الطاغية على جموع المساكين الاكثرين من الشعوب الاسيرة
ورغم ذلك الفشل فان قلة قليلة هي من ربطت بين توجهات تلك الحكومات الفاشلة وبين منهجها العلماني المتبع لتحصر الاكثرية فشل تلك الحكومات في كونها حكومات ديكتاتورية لا اكثر متناسية حقيقة ان اصل فشلها يكمن في قول الفاروق عمر :' نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فغن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله''
ورغم هذا فما يزال التطبيل لمفهوم الدولة الحديثة الذي ينطق به بعضهم دون ان يدرك ماهيته او كيفية الوصول إليه هو احد العناوين البارزة للسياسيين العلمانيين دون ان يستنده باي اثر تاريخي فالعالم العربي او هكذا يحب بعض من انصار القومية تسميته حكم لاكثر من 50 سنة عبر حكومات علمانية لم تنجح سوى بالعمالة وبتبديد الثورات وسرقتها وقتل المصلحين وزجهم في غياهب السجون ومحاربة اي راي يخالف توجهاتها او يهدد استمراريتها وبقائها
وعموما فان كان اولائك القوم قد فشلوا في تحقيق شيء يذكر طوال تلك العقود فمن باب اولى ان يستندوا على تلك الجماهير لاعادة تاريخهم المظلم ليسوموا القوم سوء العذاب لسنوات قادمة إلا ان يكتب الله لهم فرجا فمن كانت تلك افعاله لا تؤمن بعد عودته عواقبه .
محمد سعود البنوان
تعليقات