محمد الشيباني: هكذا ستكون مصر في الأيام المقبلة!
زاوية الكتابكتب أغسطس 23, 2013, 11:22 م 1061 مشاهدات 0
القبس
سيارتا الترحيلات والجنود..!!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
مأساتان حلّتا في ساعات؛ سيارة ترحيل فيها ستة وثلاثون سجينا قُتلوا أصلاً بالتعذيب وبأشد أنواعه، حيث ذكّرني ذلك بالاحتلال العراقي للكويت، وما فعله بالشباب الكويتي، حيث عذبوهم بالتقطيع والحرق بالأسيد والنار ومناشير الحديد والخشب وغيرها من الأدوات المتنوعة، وقد أوردت كل ذلك في كتابي «كيفان أيام الاحتلال» في مجلدين بالصور والوثائق وأنواع آلات التعذيب في ألف صفحة.
لا اختلاف في أغلب الأنظمة القمعية العربية فيما بينها، فالإنسان المخالف لقوانينهم الجاهلية سواء، ولا قيمة لرأيه وفكره أو دينه، سواء كان حقاً وعدلاً أم غير ذلك، فسياسة «خذوه فغلّوه» هذه متقدمة على قاعدة «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، ديموقراطيتهم هزار وفشار وقميص عثمان وشماعة للزور والبهتان، وقد نطق بذلك حين قال: فعندما ننظف البلاد من الإرهابيين -ويعني بهم الإسلاميين بشكل عام والإخوان بشكل خاص- ولسان حاله ومقاله يقولان: نحن قادمون لكم عاجلاً أم آجلاً بالتعذيب والنحر والسجن والمطاردة في الداخل والخارج، ثم بعد ذلك سنطبّق ديموقراطيتنا الخالية من الإسلاميين؟!
قتلوهم بعد أن عذّبوهم بلا محاكمات أو مرافعات، كما أعلن وتردد، أليست هذه دماء مسلمة طاهرة تستحق أخذ حقوقها كاملة، وإن هذه الدماء لن تضيع عند الله، فجلادها سيأخذ حتماً جزاءه في الدنيا والآخرة، وسيرى ذلك الناس، يقول تعالى «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما» (النساء: 93). يقول أهل التفسير: «... وإن القتل من الكفر العملي، وذكر أن وعيد القاتل عمداً وعيد ترجف له القلوب وتتصدع له الأفئدة، وينزعج منه أولو العقل، ولم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا العذاب العظيم الخزي المهين وسخط الجبار وفوات الفوز والفلاح وحصول الخيبة والخسران»، ومن أقوال نبينا «لزوال السموات والأرض أهون عند الله من إراقة دم عبد مسلم».
أما الحادثة الأخرى الغامضة في مسلسل القتل الممنهج في مصر، فقتل أبرياء آخرين وهم جنود الأمن المركزي الخمسة والعشرون، وإلصاق الجريمة بالإسلاميين بشكل عام والإخوان بشكل خاص، حتى خربت متاجرهم وأملاكهم وتعرّض كل ملتزم للاعتداء عليه! وبسرعة فائقة ومن دون تثبُّت وتحقيق أو كلمة حق تتعلق بمثل هذه الأفعال الإجرامية التي تحاول السلطة العسكرية في مصر تبريرها، ففي خلال ساعات من التعذيب وقتل المرحَّلين التي فضحها الأطباء بالصور والأسماء انتقلت إلى العالم كله، وللتغطية ترتكب هذه الجريمة بتقنية عالية وخبرة عسكرية مخابراتية، وذلك كي تغطي الأولى على الأخرى شعبياً، وبدل أن يحاسبهم الشعب صاحب الضمير الحي على هذه المجزرة، تتحول المحاسبة من الشعب الى الشعب، ويضيع المجرم الحقيقي في خضم ذلك، ولكن هل يضيع عند الله الحكيم العليم؟ لا. وسيفضح اليوم أو غداً.
قارئي العزيز، هكذا ستكون مصر قلب العروبة والإسلام في الأيام المقبلة، جرائم سترتكب تحت المظلة القانونية الرسمية، وواحدة تغطي على الأخرى حتى ينبلج الحق، ويعي الشعب المصري -بل العربي كله- ماذا يراد له ولدينه. والله المستعان.
تعليقات