مصر إلى أين؟

زاوية الكتاب

كتب 2036 مشاهدات 0

من الارشيف

من يتابع تويتر وخصوصا في الخليج يظن ان الشعب المصري (كله) يطالب بعودة مرسي ومن يتابع القنوات المصرية يظن ان الشعب المصري(كله) لا يريد عودة مرسي ومالا يدركه الطرفان او لا يريدون ادراكه ان هناك ملايين في كل جانب. ملايين مؤيدة للجيش ولا تريد عودة مرسي وملايين ليسوا من الاخوان فقط بل معهم العديد من المصريين المؤيدين والمتعاطفين مع قضيتهم. فالمشكلة ليست جيش ضد شعب كما يصورها البعض بل هي جيش مع جزء من الشعب ضد جزء آخر من الشعب.
الشعب المصري منقسم والحديث الأن وسط هذه الأزمة والدماء لا يجب ان يكون جدل حول الاعداد او أخطاء الماضي بل يجب ان يكون عن الحل خصوصا بعد سقوط قتلى من الشعب المصري سواء بسبب بطش الجيش وعنفه الغير مبرر او بحالات عنف أخرى كانت ضحاياها من قوات الأمن المصرية فالواجب أن لانشجع أي طرف ضد الأخر, فلا نشجع الجيش بالاستمرار بالعنف وايضا لا نشجع الناس في مواجهة لا طائل منها ضد جيش بأيد خاوية وصدور عارية. وأتفهم التفاعل والتعاطف خصوصا الخليجي في أوضاع مصر ولكن لا يحق لنا أن نفرض رغبتنا الشخصية على الشعب المصري وأن نعلمه كيف يحكم نفسه. والأعجب عندما تأتي النصائح والأرشادات من من فشلوا في أصلاح أوضاعهم الداخلية وأنطبق عليهم المثل الكويتي 'مكسورة وتبرد'.
حكم الجيش أصبح أمر واقع وانتظار ضغط دولي او انقسام الجيش المصري كانت أحلام يقظة وعلى المصريين حل الأزمة داخليا دون ان يطالب أي الطرفين بتدخلات أجنبية من مجلس أمن او قوى خارجية عربية كانت او أجنبية لأنها اذا تدخلت ستدخل لتدعم مصالحها وتفرض واقعا معينا قد يفقد مصر سيادتها للأبد ومحاولة قمع و أقصاء الأخوان ومن معهم من النشطاء السياسيين سواء بالسجن او حل الجماعة او وضعها في قوائم أرهابية وما الى ذلك خطأ كبير وأن نجح مؤقتا فهو قنبلة موقوتة وهذا مثبت فهذا الاسلوب اتبعه حكام مصر منذ ايام عبدالناصر ولا تزال جماعة الاخوان موجودة بل أقوى مما مضى
الطرفين من المكونات الأساسية للشعب المصري و لن يفني أحدهما الآخر ولن 'يلقيه بالبحر' فالانقسامشديد والتنازلات مطلوبة من الجميع وقد يموت ألف ألف كما يقول بعض الدعاة هداهم الله ولا تحل الأزمة بل تزداد سوءا فلن يحصل أي طرف على 'كل' ما يريد ويجب أن يتنازل الكل عن بعض مطالباته وأن رأىلنفسه حقا حقنا لدماء المصريين وحفاظا على وحدة مصر وأمنها واستقرارها وماحدث بالجزائر عام 1992 عبرة لمن كان له عقل
أنقاذ مصر لن يكون بمواجهة عزل ضد جيش ولا بأقصاء وتخوين وقمع جزء كبير من الشعب بل بأيجادصيغة للتعايش بين مختلف مكونات الشعب المصري دون أقصاء وتخوين ومادام الكل يدعي أن أغلبية الشعب المصري في صفه فلماذا لايحتكم للشعب المصري؟ كان هذا الواجب قبل أن يعزل مرسي بالأساس لكن'الكلام بالفايت نقصان بالعقل' فلما لا يتدارك الوضع الأن ويقام أستفتاء على نقاط الأختلاف ويحتكم للشعب للخروج من هذه الأزمة؟

 

عبرة:

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (( فلما كان من أمره –أي معاوية-وأمر أمير المؤمنين علي ما كان، لم يقع في تلك الايام فتح بالكلية لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعدأن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد فيجنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ولاخرجنك من جميع بلادك ولاضيقن عليك الارض بما رحبت فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة )) البداية والنهاية المجلد الثامن
كتب - خالد الطواري

تعليقات

اكتب تعليقك