سعود العصفور ينتقد مروجى وثيقة الدواوين، التى يصفها بأنها أصبحت مثل «المركب الطبعان» التى يهرب منها ركابها
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2008, منتصف الليل 682 مشاهدات 0
من أنتم؟ وماذا تمثلون؟
لم يكد يجف حبر المقال السابق والذي كتب قبل جلسة الثلاثاء الماضي عن ربط الأحزمة وتوقع الأقسى والأسوأ في ما هو مقبل من أيام، إلا وكانت أولى بوادر هذا المستقبل قد ظهرت على شكل وثيقة الدواوين! هذه الوثيقة التي أصبحت مثل «المركب الطبعان»، كلٌ يسابق الآخر للقفز والهروب منها قبل أن تأخذ مكانها في قاع المحيط! وهذا هو ديدن الأعمال كلها التي تحاك في الخفاء وخلف الكواليس، ما أن تنكشف وتسلط عليها الأضواء حتى يتبرأ منها أصحابها وينكرها مروجوها!
وقعوا الوثيقة باسم «دواوين أهل الكويت» وصاغوها بأسلوب يشابه المشي على بحيرة من الجليد، فيها من قوارب النجاة وخطوط الرجعة ما يكفي للتنصل منها ومن أهدافها الواضحة وتوقيتها المختار بدقة! ولكن هل تمثل الأسماء التي تم تداولها بالفعل دواوين الكويت؟ إذا كانت بعض الدواوين التي تم تداول أسمائها قد تبرأت منها وعزت التواقيع إلى كونها تواقيع شخصية تمثل أشخاصاً ولا تعكس الرأي الجماعي لأصحاب هذه الديوانية أو تلك، فكيف يحق لهم أن يتحدثوا باسم دواوين أهل الكويت؟
ردود الأفعال الواضحة والرافضة لهذه الوثيقة دلت بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الوثيقة التي وقعوها باسم دواوين أهل الكويت لا تمثل الكويت ولا تمثل شعبها ولا دواوين الخيرين من أبنائها، بل تمثل بعض الأسماء التي اختارت التوقيع عليها ومن بينها ثلة من سارقي الأموال العامة والمنبوذين من قبل الشعب ومجلسه ونوابه، والذين لو حصرنا أسماءهم لما شكلوا مثقال ذرة في ميزان ضمير هذه الأمة وتاريخها! فهذا وزير سابق هارب من منصة الاستجواب، وذاك ثري طامح إلى دور سياسي بعد الفشل الأدبي المتكرر، وذاك أيضاً مستشار لم يخرج باسم الكويت في وسائل الإعلام إلا وكان وبالاً عليها! تشكيلة جميلة ولطيفة من مخلفات وضحايا العمل السياسي أرادوا أن يضربوا حق الشعب الكويتي في مجلسه وديموقراطيته عبر وثيقة خزي وعار لا تختلف كثيراً عن وثائق العار التي سبقت كل حل غير دستوري!
كفروا بالديموقراطية التي لم تأتِ على هواهم، فأرادوا أن يكفّروا الآخرين بها! ولكنهم مهما فعلوا فلن يصح إلا صحيح هذه الأمة، وصحيح هذه الأمة أنها نبذت وتنبذ عبر تاريخها كل خطوة تهدف إلى تقليص دور الشعب الكويتي في المشاركة في إدارة شؤونه، وصحيح هذه الأمة أنها اختارت الديموقراطية ودستور عام 1962 منهاجاً سياسياً لها لن تتخلى عنه، ولو كتبوا ألف ألف وثيقة ولو روجوا لألف ألف حل!
سعود عبدالعزيز العصفور
تعليقات