الإخوان وأنصارهم يرون أن الإسلام خاص لهم.. مبارك الهاجري متعجباً
زاوية الكتابكتب أغسطس 17, 2013, 12:55 ص 1054 مشاهدات 0
الوطن
تأبط رأياً / مصر و'الإخوان'!
مبارك بن شافي الهاجري
راقبت لفترة لا بأس بها الوضع في مصر منذ زوال النظام السابق لحين عزل الرئيس مرسي، وصولا لما يحدث الآن.ولقد عشت عن قرب مع الشعب المصري في منطقتين على الأقل: القاهرة والاسكندرية، ورأيت بأم عيني حالات البؤس والانهيار، التي آلت اليها قطاعات كثيرة وكبيرة في مصر.
كان وزير الثقافة الأسبق الصديق فاروق حسني، قبل ان يصل الاخوان لحكم مصر، يقول: «انهم اذا ما وصلوا فسوف تكون هناك مذابح !» وكنت أحسب قوله هذا مبالغة لا موجب لها، لأن الاخوان لم يُجربوا في الحكم من قبل، ولا يمكن ان تقاس الأمور على مناطق أخرى وصل فيها التنظيم للحكم، لأن طبيعة الشعب المصري، في نظري، مختلفة.
ولقد حكم الاخوان، على الرغم من زعمهم قبل ذلك بأنهم غير ساعين للحكم، ولن يشاركوا في انتخابات الرئاسة.وفي أثناء الحكم الاخواني انهار الشعب المصري، وعاش مرحلة لم يعش مثلها من قبل على مر تاريخه كله.
ربط الاخوان، للأسف، رفض الشارع لهم برفض الإسلام، وكالوا التهم للجميع، وأقصوا الجميع، وخونوا الجميع، فاعتبرهم كثير من المصريين شراً لابد من التخلص منه.وكان السؤال: هل يترك الشعب المصري حزب الاخوان المسلمين (وهو فصيل واحد من الفصائل السياسية الكثيرة والمتنوعة في مصر) يستأصله ويأتي بشعب بديل، يسبح بحمده ويهتف بشعاراته، أم يدفع بنفسه لاقتلاع هذا الحزب الاقصائي؟ وفي النهاية قال الشعب كلمته ورفض الاخوان ورفض مرسي، وخرج عليه، كما رفض من قبله مبارك وخرج عليه وعلى نظامه، ووقف الجيش المصري الى جانب الشعب في خروجه على مرسي ونظامه، كما وقف معه من قبل عند خروجه على مبارك ونظامه، وكان من الممكن ان يمر الأمر بشكل أقل عنفاً، كما حدث في السابق، لكن حزب الاخوان كان أكثر تشبثا بالحكم، وغير عازمٍ على تركه بسهولة، ما دفعه لاستعداء العالم الخارجي على مصر وجيشها !
وجاءت وفود الأمريكان والأوربيين، تطالب المصريين بأن يبقوا على مرسي وعلى الأخوان !! ورفع الرئيس التركي عقيرته، والتهبت قناة الجزيرة، وحزنت ايران، وثارت ثائرة أتباع الاخوان في كل بقاع العالم ! وبدأت الآلة الاعلامية تزوّر الحقائق لتصوير الأمر على أنه حرب على الإسلام، ورأينا صوراً تُنشر، الآن، على أنها ما يحدث في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وعند البحث والتمحيص تبيّن أنها قد نُشرت من قبل، وأنها تتعلق بأحداث جرت بعيدا عن الميدانين، في غزة، وفي سورية، والقطيف، وأماكن أخرى ! الاخوان واتباعهم وأنصارهم يرون ان الإسلام خاص لهم، وأنهم هم من يمثلونه فقط، ومن يرفض بقاءهم في الحكم فانما يرفض الإسلام نفسه ! ولسوف يخرجون عما قريب في كل بقاع العالم، كما يفعل بعضهم الآن، بحجة دفع المظلومية عنهم، وسوف يقومون بممارسات تهدف الى خلق الفوضى، ليس لأن فرصتهم في الحكم قد ضاعت، بل لمعاقبة العالم، الذي رفض الانقياد والتمكين لهم ! وستكشف الأيام القادمة التحالفات، التي سوف تجمع الاخوان مع أحزاب أخرى لا يتواءمون معها عقديا وفكريا، لكن الخير يجمع والشر يجمع.
نسأل الله ان يحفظ مصر وأهلها من كل سوء، وان يعز الإسلام والمسلمين.
تعليقات