كيف سيتواءم سلفيو مصر عقب تفكك الإخوان؟!.. الشيباني متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 633 مشاهدات 0


القبس

السلفية والمواءمة!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

كيف ستتكيف الجماعة السلفية في مصر (النور والفضيلة والأصالة) بعد سقوط جماعة الإخوان مع الجيش في الواقع السياسي؟ لا شك في أنه إن سقط الإخوان، فسيكون الدور على السلفيين ليس بقمعهم مثل الإخوان وإنما بالتضييق عليهم وتجفيف الموارد القادمة من الخارج لهم ومنعهم من الاتصال بالخارج، فحكم العسكر هذا أسلوبه وهذه وسائله لا يريد صوتاً إلا صوته ولا رأي إلا رأيه! وإن رجع العسكر مرة أخرى إلى الحكم (مثل أيام عبدالناصر ومبارك)، فيعني ذلك أنه سيطفح مع نظامه كل الأحزاب الأخرى العلمانية وغيرها التي تناهض الإسلاميين وتكره ذكرهم وتريد إقصاءهم عن كل شيء.

إذاً، كيف سيتواءم السلفيون، وهم الجماعة التي ما زالت محترمة ومقدرة من الشعب المصري كافة، مع كل تلك الأطياف عسكرية كانت أم علمانية ومن هي على شاكلتها؟ في حال تفككت جماعة الإخوان المسلمين بعد الانتهاء من فض الاعتصام الميداني ثم زج أكبر لقادتهم في السجون ولمدد طويلة ومطاردة فلولهم وفق برنامج بوليسي استخباراتي طويل الأمد أي عودة القهر القديم أيام حسني مبارك ونجليه، ماذا سيفعل السلفيون في هذه الحالة؟!

أنا أعلم أن الجماعة السلفية في مصر ليست بذلك الحائط السهل تسلقه، وأعلم أن خطها الدعوي ليس كخط الإخوان المسلمين السياسي، ولكنهم لطالما دخلوا في المعترك السياسي، فعليهم تحمل ما سيأتيهم جراء ذلك.

في مصر مؤسسة دينية كبيرة تنادي اليوم باستقلالها، كما كانت قبل عهد الرئيس عبدالناصر، يستطيع السلفيون الدخول إلى هذه المؤسسة العريقة لكثرة أنصارهم فيها من أساتذة ومشايخ وعاملين، وهي مؤسسة كان لها دورها الكبير إبان الثورة ضد الاستعمار البريطاني لمصر ودورها في التصدي للمكر اليهودي في مصر والمنطقة العربية في القديم، ودورها العلمي والدعوي كذلك في مصر وأفريقيا والعالم العربي وشهرتها، وتعتبر من أهم مرجعياتها، فإذا أراد السلفيون أن يكون لهم كيانهم العلمي والدعوي، بل والسياسي والاجتماعي، فعليهم البدء في إيجاد مكان لهم فيها، وعليهم الدفع لأن ترجع هذه المؤسسة إلى الاستقلالية القديمة في كل شيء مالياً وإدارياً، ويصبح لها دورها المؤثر في مجريات الأحداث في الداخل والخارج، وبعد تغيير النظام القديم للإدارة وحسن اختيار مشيختها الفاعلين والمؤثرين. هذا هو الطريق الوحيد للسلفيين لاستمرار بقائهم من دون احتكاك مع الحكومة أو التيارات الأخرى التي تريد إقصاءهم، فمن يملك اليوم الخطاب الديني والمساحة الدينية من خلال المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها الأزهر، يملك الفضاء الديني كله، ليس في مصر فحسب، بل في العالم العربي والإسلامي والدولي. والله المستعان.

* * *

• الإيذاء

«لم يأت دين الإسلام لإيذاء الإنسان لنفسه وتعذيبها كما فعلت الأديان القديمة بإيذاء أجسادهم وتعذيبها، وأن الغرض من العبادة عندهم إدخال الألم على الجوارح، وأن الجسد إذا ازدادت آلامه كان في ذلك طهارة للروح ونزاهة للنفس»!

(العلامة سليمان الندوي يرحمه الله).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك