عن ردة وانتكاسة العالم العربي.. تكتب فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب أغسطس 16, 2013, 12:21 ص 504 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / عيد سعيد على صفيح ساخن!
فاطمة عثمان البكر
• ما يعيشه العالم العربي اليوم، هل هو مرحلة مخاض لولادة جديدة أكثر إشراقاً؟ من سيكون بطلها والمؤهل لها؟.. ومتى؟
مر شهر الخير والإحسان مباركاً خفيفاً كطيف حمل في أيامه ولياليه اجواء روحانية، ليقضي ولو لفترة قصيرة على روتين ضاغط، حمل فيه ومعه الرحمة، فلم نشعر فيه بجوع أو عطش في أكثر شهور العام وأشدها حرارة.. وأقبل العيد السعيد الذي كما تعودناه وعهدناه سابقاً عيد الفرح، الذي كان يطلّ علينا كبسمة السحاب تضيء الارض، وكهدير البحر دون أسى، وكتألق القلب دون خوف او وجل، كضحكة الطفولة بدهشة العمر القادمة، خالية من العذابات والصراعات.
إلا أن الفرحة هذه المرّة تشوبها «غصّة» فرحة شبه ناقصة، فعالم اليوم ليس هو عالم الأمس، تبدّلت الأحوال، وتغيّرت الأوضاع والظروف، فما يحيط بنا ينغص تلك الفرحة، ويبقى الفرح - رغم الانجازات التي تمت من انتخابات نزيهة وتشكيل الحكومة والهدوء والأمان والطمأنينة وتنظيم حركة المرور، رغم ما تحقق لنا من كل سبل العيش بهناء يحسدنا عليه الآخرون، فوضعنا -ولله الحمد- مثالي مقارنة بما يحيط بنا، بما نراه ونسمعه من ان اوضاعا تشيب لها الولدان! وبما اننا - كما خلقنا الله، بإحساس وضمير ووجدان، وبما أننا لا نعيش في «جزر معزولة» نتأثر بالعالم الخارجي، بما يحيط بنا، وما يحيط بنا «عالم ملتهب» ككرة النار المتدحرجة، نؤثر ونتأثر فلا انفصال ولا انشطار ولا انفصام، فهذا العالم الذي نعيش فيه هو «كوكب خلق للجميع» أرخى بظلاله الكئيبة وأحداثه المروّعة على العالم أجمع، ثورات، اضطرابات، دماء تسيل مسفوكة على أرصفة مدن الحزن، مدن الخراب، وأصبح ما بين ليلة وضحاها هذا العالم العربي وكأنه كتلة من لهب، عودة الى حروب الجاهلية الأولى سقطت كل الأقنعة التي كان يختفي خلفها، تبدّل ما بين ليلة وضحاها كل ما تمترست خلفه، فلا ثورة مفهومة، ولا ديموقراطية حقيقية، كل ما تمترست خلفه تداعى واصبح عالم اليوم عالماً بشعاً همجياً، الكل يأكل الكل، والكل يضرب الكل، وكل ما أخذت به ومنه عبر عقود وعقود من الزمان لا يعدو كونه لباساً مهترئاً وأقنعة زائفة سقطت سقوطاً مريعاً كورقة تتطاير في الهواء، سقطت ورقة التوت الأخيرة، وتعرّى عرياً مخزياً!
العالم العربي سجّل حقبة من الزمان ستبقى في ذاكرة التاريخ (ردة وانتكاسة) هل هي غربلة لعالم قد يولد من جديد، ومن جديد يسجل التاريخ في سجله الخالد لأمة كانت سادت ثم بادت.. لتبدأ بعدها صفحة جديدة: من سيكتبها؟ من سيسجلها؟ متى وكيف ومن؟
تعليقات