أين ثريا السلف من ثرى الخلف؟.. سالم الشطي متسائلاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 15, 2013, 12:13 ص 945 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / أين ثريا السلف من ثرى الخلف؟
سالم الشطي
«أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل يتعصب لجهله بأفعاله، يشوّه ويدمّر صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام» - أحمد ديدات رحمه الله.
*
حينما تقرأ كتاب «سراج الملوك» للعالم الزاهد أبي بكر الطرطوشي، ويكون لديك شيء من فقه الواقع السياسي وبعض الثقافة العامة، ستستوقفك موعظته إلى الوالي الفاطمي - والي مصر - آنذاك. ففيها من البلاغة وحسن العبارة والعبر والإيماءات، فضلاً عن دلالاتها في فقه السياسة الشرعية، والنصح لولاة الأمر الذي ابتلينا هذه الأيام فيمن يفهمها تمجيدا وتعظيما وتقديسا! فالعالم الطرطوشي سطر نصائحه «علناً» في كتابه المذكور.
ونظراً لأهمية الموضوع، الذي اعتبر بعض طلاب العلم فهمه المغلوط حول النصح للحكام أصلا سلفياً بينما هو يخالف ما كان عليه السلف إلا في حقبة تاريخية لها ظروفها السياسية من اضطهاد للعلماء، أستميح القارئ العزيز عذراً بأن أنشر هنا شيئاً من رسالة الإمام الطرطوشي وموعظته إلى الملك الأفضل شاهنشاه الفاطمي، وفيها:
«أيها الملك!... إن الله تعالى ألزم الورى طاعتك، فلا يكونن أحد أطوع لله منك... وإن الله تعالى أمر عباده بالشكر، وليس الشكر باللسان، ولكنه بالفعال والإحسان، قال تعالى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا).
واعلم أن الملك الذي أصبحت فيه إنما صار إليك بموت من كان قبلك، وهو خارج عن يدك مثلما صار إليك. فاتق الله فيما خوَّلَك من هذه الأمة، فإن الله سائلك عن النقير والقطمير والفتيل.
واعلم أيها الملك أن الله تعالى قد آتى مُلك الدنيا بِحذافيرها سليمان بن داود -عليهما السلام- فسخَّرَ له الإنس والجن والشياطين والطير والوحوش والبهائم، وسخر له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب، ثم رفع عنه حساب ذلك أجمع فقال له (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِك بِغَيْرِ حِسَاب) فوالله ما عدَّها نعمة كما عددتموها، ولا حسبها كرامة كما حسبتموها، بل خاف أن تكون استدراجا من الله تعالى ومكرا به، فقال (هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) فافتح الباب وسهِّل الحجاب وانصُر المظلوم، أعانك الله على ما قلَّدك، وجعلك كهفاً للملهوف وأماناً للخائف...»
هكذا خاطب الطرطوشي العالم الزاهد، الملك الأفضل ذا الحول والطول، وهو في أوج سلطانه وعظمته، والكل يأتمر بأمره!
فليت شعري، أين علماء السلف الذين اعتلوا الثريا في علمهم وعملهم، من «طلاب العلم» الخلف الذين مسحوا الثرى من أجل مناصب زائلة ولا حول ولا قوة إلا بالله!
*
النائب د. علي العمير أعلن ترشحه للرئاسة بعد إعلان نتائج انتخابات المجلس مباشرة، واشتغل على النواب - وهذا حق مشروع له- وعلم توجه الحكومة عن طريق رسالة الوزير العبدالله مع بدء استئناف الجلسة بعد ذهاب سمو الأمير واستراحة صلاة الظهر، فاستشار بعض زملائه ووصل إلى قناعة الانسحاب، ومع ذلك لم يعلن إلا بعد البدء بالتصويت ومناداة أول ستة أعضاء ليدلوا بصوتهم فسبب ربكة وظل اسمه موجودا في الاقتراع! لا أعلم السر رغم استطاعته تجنب ذلك!
لماذا أعلن الانسحاب أصلا؟ والحكومة لا تملك سوى 15 صوتا بعد خروج رئيس الحكومة وقت التصويت؟ ألا يملك التأثير على 25 نائباً؟ أم أن الحسبة تغيرت ولا يحب أن يكون رقمه صغيراً؟
ولماذا أفصح عن رسالة الوزير العبدالله؟ هل استأذنه في ذلك وهو يعلم أن المجالس بالأمانات؟ أم أنه أراد رد الصاع للحكومة التي سحبت عليه رغم الجهد الجبار الذي بذله هو ومن معه من أجل «شرعنة» المشاركة في انتخابات مجلس أبوصوت السابق المبطل؟
ومع أنه من الصعب استيعاب مقولة عدم معرفته بالتصويت إلا عندما وصلته الورقة، في ظل وجود زميله الوزير المعوشرجي!
*
برودكاست:
كثير ممن يظن أنه من طلبة العلم ويتفاخر بالانتساب إلى دعوة السلف الصالح بحاجة إلى إعادة تأهيل علمي وأحياناً.. تربوي! وخصوصاً حينما يستخدمون أسلوب التحريض «الرخيص» مع من سبقهم بالعلم والفضل.
تعليقات