أحوال الكويت بعد المجلس والحكومة الجديدان ستسوء.. سالم السبيعي متوقعاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 11, 2013, 9:56 م 718 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر / هل يصلح المجلس والحكومة الجديدان ما أفسده الدهر؟
سالم إبراهيم السبيعي
مجلس أمة جديد، حسب المرسوم الجديد، برئيس جديد، وحكومة جديدة.. هل سيتغير شيء؟ أجزم يقينا بأنه لا شيء سيتغير، بل أقسم بالله ان الاحوال لن تكون «على طمام المرحوم» بل ستسوء.. هذا رأيي الشخصي. كنت من اكثر الناس تفاؤلا رغم تلوث الجو بروائح التشاؤم لكني كنت أرتدي كماما «وطنيا» يعصمني من هذا التشاؤم «وكنت انشر هذه الكمامات لكثير من الشباب لانشر الوقاية»، لكن فلاتر هذه الكمامات تم استهلاكها وانتهت صلاحيتها ولم يكن هناك جهاز يقوم بمتابعة صيانتها وتجديدها أو مساعدة من مبادرات عليا تقوي حجتنا بأن المستقبل أفضل.. تسرب التلوث التشاؤمي الى جسدي أنا وكثير مثلي ممن بدأوا يشعرون بما يشعر به المواطنون الذين لا يملكون كمامات تقيهم من الجو المشحون بالتشائم، وكما هو معروف علميا فان كثافة ذرات التشاؤم كبيرة فتترسب في القاع، لذلك لا يشعر بها البعض الا عندما يتشبع الجو في الطبقات السفلى والمستويات المتدنية، لذلك يخشى العلماء من اي شرارة خارجية يشعلها جاهل ليدخن القدو (الارجيلة).
إن رأي الانسان ليس بألفاظ تخرج من فمه لكنها حصيلة ونتاج معطيات تجمعت بعقله ورآها بأم عينه وسمعها بأذنه وقرأها بخبرته وتلمسها من الواقع الذي حوله، أما درجة مصداقية هذا الرأي فهي حسب نوعية مصدره وحالته، وانعكاس رأيه على مصالحه الشخصية.
يعلم من يعرفني أنني لا أطمح في هذه الدنيا إلا إلى استقرار وطني واستمرار الامن والرخاء فيه حتى وان كان على رقابنا واموالنا ولكن لن نقبل بأن نضحي بشجاعة بارواحنا ليعيش فيها الجبناء ولن نفرط بأموالنا ليكنزها المترفون فيفسقوا فيها ويحق عليها العذاب فيزول الوطن (واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
الكويت وطن لكل الكويتيين، ومصير الكويتيين مرتبط بمصير الكويت، فإن مرضت الكويت مرض كل الكويتيين، وإن تعافت وصحت، انعكس ذلك على كل فرد فيها، لذلك أتمنى من ولاة الامر ألا يركنوا الى السلطتين الحكومة ومجلس الامة، ويضعوا كل شيء بأيديهما، فإن توافقا بدأنا نحبو نحو التنمية وان اختلفا انزلقنا للهاوية، نريد مبادرات فردية عليا تنعش الروح وتزيد في ميزان حبنا، وتقوي مناعتنا ضد التلوث الفكري المحيط بنا، نريد مبادرات عليا لا يعرقلها الروتين ولا يقتلها قانون ولا تدفن بالادراج نريدها «تم.. فتتم»، وتأمر السلطات المختصة بتنفيذها فورا في الكويت ولو بعشر قوة المبادرة السامية لصاحب السمو الامير للشقيقة مصر، وهذا واجب قومي يشكر سموه عليه.. أمنيتي ليست ببعيدة على ولاة أمورنا فهم منبع الخير للجميع. فالافكار كثيرة التي تدخل الفرح والسرور لارض الكويت اولا ثم لجموع الشعب.. لا نريد معكرونة كالتي في التموين (نهضمها خلال ساعات.. إذا أكلناها) بل نريد ما يبنى على الارض لتدوم منفعته (فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض).
لا اقصد هنا زيادة الرواتب ولا بناء مستشفيات او جامعات او اسكان فهذا برنامج أساسي لكل حكومات العالم، ولكن المبادرات التي اقصدها هي التي ما تستصغرها ولا تهتم بها مؤسسات الدولة وتستهين بها وتتقاذفها الوزارات حتى لا تتحمل اعباءها فتصبح مصدر نقمة تشحن المواطنين قهرا وكبتا.
الامثلة كثيرة، والافكار أكثر، ووسائل تعقيم الجو التشاؤمي متعددة، وزرع المحبة بين الجميع ونموها بأرخص الاثمان (لا دخل له بالسياسة أو القانون)، ولكن نعلم أنه لا أذن صاغية، ولا حياة لمن تنادي، وكأننا «ننادي في جليب» ونكره ان نقول «يا ليت».
تعليقات