المصالحة الوطنية ضرورة حتمية.. الطراح مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 641 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  المصالحة الوطنية ضرورة حتمية

خالد أحمد الطراح

 

• لا نستطيع إخفاء قلقنا على مستقبل الكويت، لذا نرى الإنقاذ في تضافر جميع الجهود لتحقيق مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً.

انشغل الفرد منا خلال الأعوام الماضية بما يجري على الساحة السياسية إلى درجة كبيرة، بالغ البعض فيها شيئا ما، بينما أصيب بالإحباط البعض الآخر. عالم السياسة تطغى عليه الاتجاهات الفكرية ونزعات اجتماعية، منها المشروع وغير المشروع، لكن تظل حبال اللعبة السياسية بأيادي السلطة التنفيذية في نهاية المطاف. إنني بقدر قلقي من الانقسامات في المجتمع والنزعات المقيتة للبعض ومصالح ضيقة للبعض الآخر، فإنني قلق على مستقبل الكويت. هذا القلق يزداد بحجم تصاعد الفجوة بين المعارضة المقاطعة للانتخابات وبين السلطة، فبتقديري أن ثمة ظروفاً ملحة تستدعي الانتباه لشريحة ليست بقليلة في المجتمع التي تمثلها المعارضة كالأخوين الفاضلين أحمد السعدون ومسلم البراك. هذه الشريحة هي عنصر وعامل أساسي في عملية الاستقرار السياسي، وليس من المصلحة تغذية الفجوة مع المعارضة وتجاهلها، فهي في النهاية تمثل اتجاهات فكرية ومواقف شعبية، مما يجري على الساحة المحلية. إن مواقف الإخوة المعارضين ليست إفراطا وترفا سياسيا ومبالغات مزيفة، وإنما مواقف ترتكز على رؤية سياسية اختلفنا أو اتفقنا معها تظل رؤى ينبغي احترامها وعدم صرف النظر عنها، وكأننا في مجتمع آخر! هناك مقولة حزبية تقول إن الحزب ينمو في قول الحقيقة، وأنا أقول إن الكويت تنمو بإعلان المصالحة الوطنية، الأمر الذي فعلا يقتضي حوارا وطنيا نستمع فيه لكل وجهات النظر من دون إقصاء لأي طرف، خصوصا المعارضة التي قاطعت الانتخابات. إن عجلة التنمية والتطوير لا أجدها ستحقق أهدافها المنشودة، وهناك شرائح في المجتمع يتم عزلها أو تجاهلها. وحين أقول شرائح لا أعني ممثلي المعارضة وحدهم، بل هناك أطراف أساسية في الملعب السياسي يجب علينا إشراكهم في الحوار، وهم أسرة الصباح، فأي مصالحة وطنية تستوجب مشاركتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم، فهم بالنهاية جزء من هذا المجتمع وأطراف مهمة في المجتمع. إن الكويت تئن منذ سنوات، وتحديدا منذ فترة رئيس الوزراء السابق بصورة غير مسبوقة، بجروح وآلام وتناقضات سياسية أشعلت فتائل من عدم الرضا والانقسام السياسي بين السلطة التنفيذية والشعب من جهة، وبين السلطة وبعض الأطراف في أسرة الصباح من جهة أخرى، حتى بات المواطن ضحية عدم التفاهم والتشكيك في النوايا. إن عملية تعزيز الانتماء والهوية الكويتية تحتاج إلى مصارحة ومكاشفة دون إقصاء للرأي الآخر، تحتاج إلى مشاركة شعبية، ليس من جانب مجلس الأمة فقط، وإنما من جانب مؤسسات المجتمع المدني وقادة الرأي والفكر، وإلا وقعنا في فخ الاغتراب أو الغربة ضمن المجتمع الواحد (alienation)، وهي ظاهرة اجتماعية تدفع المواطن إلى الانفصال عن هويته ولا تشجعه على الاندماج الاجتماعي. إننا في محيط إقليمي غير مستقر، ويهدد بعضه بعضا، وتحديات خطرة ومشاريع أخطر! لذا تصبح المصالحة الوطنية ضرورة حتمية من أجل استقرار الكويت وتضافر الجهود في تحقيق إصلاحات سياسية شاملة ضمن أجواء مفعمة بالتسامح والتفاهم. فلنعزز العمل الجاد ونعمل على تنفيذ ما قاله صاحب السمو في دور الانعقاد الـ14 للمجلس «إن الإصلاح مشروع وطني يشترك الجميع في مسؤوليته».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك