الحكومة لن تستقيل رغم كذبها لأسباب يعددها الدعيج
زاوية الكتابكتب أغسطس 7, 2013, 11:04 م 996 مشاهدات 0
القبس
لا تستغربوا.. نحن في الكويت
عبد اللطيف الدعيج
هل ستستقيل الحكومة، أم تقيل وزير الصحة الشيخ محمد العبد الله لكشفه كذبة الحكومة وتنصلها من نتائج انتخابات رئاسة مجلس الأمة؟ لن يحدث أي شيء من هذا فنحن في الكويت. في الكويت.. السلوك السياسي مهما كان، سواء كان استرزاقا غير مشروع أو نهبا واختلاسا، أو أخطاء إدارية وسياسية عظمى لا غبار عليه ولا حتى تحقيق فيه، رغم أننا نشكل لجنة في كل مناسبة. آخرها طلب خمسة من فطاحلة المجلس الجديد تشكيل لجنة للنظر في «الإيداعات المليونية». رغم أنهم ربما يعلمون أن الإيداعات أو الرشوة التي دفعت وقتها تمت في ظل عدم وجود قانون يعاقب عليها وحفظتها النيابة... فما الهدف غير مواصلة سياسة طيب الذكر مسلم البراك في فتح الملفات القديمة، وإثارة القضايا البالية التي تغطي على ما يحدث بالفعل من انتهاكات وجرائم؟!
المهم أحد لن يستقيل، فنحن مرة ثانية في الكويت. كل شيء مشروع ومباح إلا سلوكنا الاجتماعي مع الأسف. فهذا تراقبه عيون التخلف بدقة، وتلفق له السلطات التهم المخالفة للدستور. عادي أن تكذب الحكومة، وعادي أن ينفرط تضامنها الوزاري المفروض دستورياً. عادي أن «تنكت» بالنواب الذين وقفوا معها، وأن تقلب لهم ظهر المجن. بينما هو أكثر من عادي أن تحتضن المخالفين لها أو أعداء الأمس. عادي أن تفوح روائح الفساد في كل مناسبة ومكان. ولكن من غير العادي على الإطلاق أن يحتفل مواطن بفرح، أو أن يكتب أو يقرأ ما يفيد.
نحن في الكويت لهذا سيمر الأمر كما يقال مرور الكرام. ولن يستطيع أحد أن يفهم سر الانقلاب الحكومي على أصدقاء الأمس. ومبررات تغيير الحلفاء وقطع الحبل في المقربين والأصدقاء. فالحكومة - لمن يهوى إلقاء اللوم على صراعات أبناء الأسرة - لم تتغير. الذي شكّل الحكومة التي انتخبت علي الراشد بالأمس، هو من شكّل حكومة اليوم. وليس أدل على ذلك من أن لا شيء تغير. الوزراء أنفسهم، والتشكيل نفسه.. ولكن ليس التصويت نفسه، أو السياسة من أقطاب المجلس.
حتى لو شغلنا العالم وأنفسنا وعثرنا على السبب، فهذا لن يجدي في شيء.. ففي الكويت أيضاً، الأمور على البركة، وما فرض خيار الأمس قد لا يفرض بالضرورة خيار الغد.
تعليقات