الغزو العراقي كارثة في تاريخ البشرية.. بنظر وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 1061 مشاهدات 0


القبس

تجاهلكم للغزو العراقي لن يزحزحه من تاريخ الكويت

وليد عبد الله الغانم

 

كالعادة. تجاهلت الأجهزة الحكومية ووسائلها الاعلامية ذكرى الغزو العراقي الغادر لدولتنا الغالية، مرت الذكرى كأنها لم تكن، وأكملت «كونا» الاساءة بوصفها في احد تقاريرها الميتة ان الغزو «صدامي» وليس غزوا عراقيا، وتمادت «كونا» في استفزاز اهل الكويت، عندما جعلت شعار تقريرها «تحرر العراق من الفصل السابع»، وكأن الوكالة تبث أخبارها من البصرة وبغداد لا من الكويت وضواحيها.

طبعاً التلفزيون والإذاعة في خبر كان، والجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع غائبة، فهناك أمور أهم من توثيق تاريخ الكويت وإحياء أيامها البارزة، مثل التضبيط مع الحكومة واستجداء دعمها المالي، والسعي لتعيين البعض في المناصب الحكومية والاستشارية هنا وهناك، إلا من رحم الله.

هناك فرق بين التعامل مع جمهورية العراق رسميا وشعبيا، بفتح صفحة جديدة من الاتصالات والعلاقات المختلفة، وبين توثيق تاريخ البلد وإعادة نشر تضحيات شعبه والاعتزاز بالأدوار الشعبية خاصة، والحكومية في مواجهة الكارثة العربية والاسلامية المتمثلة في الاحتلال العراقي، هناك فرق ايضا بين تبادل الاحترام وفتح آفاق التعاون مع العراق، وبين تدريس وإعلان كل ما وقع للكويت والكويتيين في تلك المحنة البائسة.

لا تملك الحكومة وأجهزتها رفع تاريخ الكويت من الحياة، ولن يستطيع الاعلام أو «كونا» اماتة ذكرى تلك البطولات والتضحيات في نفوس أهلها، تلقى الكويتيون في الغزو المشؤوم شتى صنوف الإهانة والتعذيب والبهتان في تلك الحقبة، من اعتداء على الكرامات والمحرمات والطرد والتشريد والإجلاء والقمع والتطاول على الأموال والأنفس، واقتحام المنازل والبيوت والاعتقالات المهينة والتحقيقات التعسفية والتعذيب النفسي والجسدي والأسر والخطف، ثم توّجها أبطال الكويت ـ رجالاً ونساء ـ بالاستشهاد دفاعاً عن الحق الذي عاد بحول الله وقوته.

الغزو العراقي كارثة في تاريخ البشرية، هو ليس عملية خطف طائرة ولا احتجاز رهائن ولا تفجير مبانٍ، انه سرقة وطن وخطف حكمه، والاستيلاء على حق شعب كامل في الحياة، وهو ذكرى تستحق من الدولة واجهزتها احياءها بالاستفادة من عبرها، والافتخار ببطولات أبنائها وتلاحم اهلها، ولئن تجاهلتها الاجهزة الرسمية فأبشركم ان الاهالي لم ينسوها، وأعادوا إحياءها كل بجهده، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية، فقد حوت آلاف من المقالات والصفحات والصور وتسجيلات الفيديو، التي تصور بطولات اهل الكويت.. ألا يكفينا أنه لم يحاسب أحد على كارثة الغزو، وتريدون إخفاء ذكراه من التاريخ؟ والله الموفق.

***

• إضاءة تاريخية: في مدونتي الخاصة ـــ كما عند كثيرين غيري ـــ سلسلة مقالات توثيقية لأحداث الغزو العراقي للكويت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك