شراء الذمم والفرز القبلي والمذهبي شوهت المشهد الديمقراطي.. خالد الطراح مؤكدا

زاوية الكتاب

كتب 1089 مشاهدات 0

الشمالي والطراح

آفة الديموقراطي.. وتحدي الشمالي!

آفة خطرة ظهرت بوقاحة في الانتخابات الأخيرة، وهي شراء الذمم، فضلاً عن الفرز القبلي والمذهبي، مما أفسد المشهد الديموقراطي وشوهه!
 
بغضّ النظر عن نسبة المشاركة الشعبية في الاقتراع لانتخابات 2013 إيجابا أو سلباً، لا ينبغي أن ينظر إليها كمؤشر لنجاح الانتخابات في ظل نظام الصوت الواحد، ونأمل ألا يبالغ الإعلام الرسمي وغيره بالنتائج، ولا يصور نظام الصوت الواحد على أنه حبل النجاة لمسارنا الانتخابي. وإن كانت المعركة الانتخابية قد انتهت بما أسفرت من نتائج، إلا انها لا تنسينا ما صاحب الحملات الانتخابية من مظاهر، بعضها غير حضاري والبعض الآخر حمل أركان جريمة بحق الكويت وشعبها، فاستشراء شراء الاصوات والضمائر انتشر بشكل غير مسبوق، وكذلك الفرز القبلي والمذهبي، واصبح لدينا بعض التكتلات والافراد تحمل شعارات مختلفة تغذّي الانقسام والتقسيم الاجتماعي! لابد من المراجعة والتحليل للمظاهر والمشاهد الشاذة حتى نعرف من المستفيد؟ وهل ارتفاع نسبة المشاركة الانتخابية يمكن ان تكون محل اعتزاز وطني؟ إننا نواجه اليوم آفة خطرة، فشراء الأصوات والذمم آفة الديموقراطية التي يمكن أن تقضي على نسيج المجتمع الكويتي والمكتسبات الديموقراطية. رغم كل ذلك يجب ألا تفقد الأمل في الاصلاح، ومن الواجب احترام موقف المعارضة المقاطعة، فقد كانت لها بصمات بارزة في العمل الوطني وتطور مسيرة مجلس الأمة.
 
• الشمالي مصدر أزمات
 
معالي مصطفى الشمالي وزير المالية جانبه الصواب، حين قال «لا صوت يعلو فوق صوت الحكومة»، وكان الأجدر أن يكون أكثر وضوحا في التعبير عن ذاته بالقول لا صوت يعلو فوق صوت المعازيب! عبارة الشمالي السيئة الذكر نشرتها «الراي» بتاريخ 2013/7/14 رداً على انتقاد البعض بشأن المساعدات الى مصر، أما النفي الذي صدر في الوطن بتاريخ 8/1، فالمفروض، لو كان الشمالي صادقا، ان يصدر بالصحيفة ذاتها في حينه، وليس بعد أن انتشر الخبر وبات استجوابا نيابيا! يبدو أن «شهية» الوزير مفتوحة للعودة إلى الوزارة!
 
تصريح الشمالي ينمّ عن ضحالة سياسية لوزير يُفترض ان يبرر بالمنطق أسباب وظروف المساعدات إلى مصر، مثلما أجاد بالتوضيح الأخ الشيخ محمد العبدالله. للأسف الشديد ان معالي نائب رئيس الوزراء وزير المالية تعوّد على التلفّظ بعبارات استفزاز غير لائقة بوزير، حيث سبق للشمالي التلفّظ بألفاظ تعدّ خروجاً عن أدب الحوار حين تهجّم بمفردات مرفوضة حواريا على أعضاء نقابة هيئة الاستثمار في قاعة عبدالله السالم.
 
الشمالي خلق أزمة من دون سبب، وجعل المساعدات الإنسانية الكويتية تبدو كأنها جديدة على سياسة الدولة، وتحديا لإرادة الشعب، مصدر السلطات، وكل ذلك بسبب خصومة شخصية بينه وبين بعض النواب السابقين! لذا الأمر يستوجب الاعتذار.
 
وإذا ما ارتأى الوزير غير ذلك، فمن الأفضل أن يفضي مكتبه ويقود سيارته «المجانية» ويعفي نفسه قبل أن يعفيه الشعب تحت قبة البرلمان. إنه لأمر مؤلم أن تخطو الدولة خطوات إنسانية بأمر صاحب السمو الأمير -حفظه الله ورعاه- بينما الشمالي يتعمّد تحدي الشعب بأكمله، ويشوّه سياسة الدولة الإنسانية، ويجعل ايضا التحرك الإنساني الشعبي صعباً.
 
نتمنى أن تضم الحكومة كفاءات جديدة، وألا يكون من بينها من لم يحالفه الحظ في الانتخابات أخيرا وسابقا أو وزير سابق.
 
خالد أحمد الطراح

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك