عن انقلاب الليبراليين على أي ديموقراطية منتخبة في حال فوز اسلامي يكتب بدر البحر

زاوية الكتاب

كتب 831 مشاهدات 0


لم يعد سراً أن الليبراليين ينقلبون على أي ديموقراطية منتخبة عندما تفوز أحزاب إسلامية، والشواهد لا تحصى.
 
انتخابات البرلمان كشف الوجه القبيح لفساد شعبي بامتياز، انتخابات فرعية وشراء أصوات وشراء مندوبي انتخابات في جميع الدوائر، ولذلك لا يأتينا أحد يتهم الحكومة بالرشوة والفساد، فغالبية النواب وناخبيهم هم الوجه الآخر لعملة الفساد، ولا يخفى على الجميع، وكالعادة في كل انتخابات وخلال كل استجواب، يبدأ التنسيق لشراء ضمائر بعض النواب للفوز بمناصب المجلس، والتكلفة ربما مادية: أراض ومال عام وخاص، وعينية: مناصب حكومية كدرجات وكلاء مساعدين وغيرها، فأي نزاهة هذه التي يتحدث عنها الصعاليك؟ وأي مقارنة هذه التي يضع بها الفائزون الأوائل بالانتخابات أنفسهم مع مؤسسي المجلس من الرعيل الأول؟! فعلاً وقاحة.
 
* * *
 
حال الليبراليين عندنا وعلى رأسهم الحكومة، كحال الليبراليين في مصر، سعداء بخلع مرسي من الرئاسة، ولكن ما حدث في مصر يا جماعة، شاءت مصالحنا أم أبت عواطفنا، هو انقلاب على صناديق الاقتراع، ولا ندافع هنا عن مرسي، فرأينا فيه وفي جماعته قلناه في مقالنا السابق، ولكن لا يصح لأي ديموقراطية أن تطيح برئيس منتخب بتحالف الجيش، وهذه قاعدة عامة نستطيع أن ندين بها الليبراليين بأن نستشهد بكلام أحد قادة الانقلاب، وهو المرشح السابق للرئاسة أحمد شفيق، في مقابلة له على قناة «سي بي سي» - مباشر، قبل الانقلاب بفترة طويلة:
 
«المذيع لشفيق: هل لهذه الآراء شرعية أو مشروعية لو الميادين امتلأت وفي أعداد كبيرة تمثل 4 أو 5 ملايين مثلاً؟ فرد شفيق: 5 ملايين ميشكلوش حاجة، لا لأ إطلاقاً، مادام الجمهور نزل وحط رأيه بالصندوق فهو الفيصل، وأضاف شفيق: عاوزين ناخد رأي تاني؟ ناخد رأي الصندوق برضو، لأن هو ده الفيصل، هو ده الشعب المصري اللي بيحط رأيه بالصندوق، غير كده دي اجتهادات وآراء».
 
فالليبراليون العرب تاريخهم حافل بالتآمر مع الغرب للإطاحة بالديموقراطيات المنتخبة في بلادهم إذا ما نجحت أحزاب إسلامية، أولها في الجزائر عام 1990 بالانقلاب على جبهة الإنقاذ الإسلامية بعد نجاحها وسجن وقتل أعضائها بتآمر الشاذلي مع الجيش وفرنسا. ثاني حالة في غزة عام 2006 بالانقلاب على حركة حماس المنتخبة بتآمر حركة فتح علناً مع إسرائيل وأميركا. الحالة الثانية:‍ عزل رئيس مصر المنتخب مرسي.
 
إن ديموقراطية الليبراليين العرب لا تقبل الدين أساساً للحكم، فثوراتهم بالزمانات أطاحت بالملكيات ليأتونا بجمهوريات علمانية قمعية، وأحزابهم الآن تآمرت مع الغرب للانقلاب على رئاسة منتخبة عبر صناديق الاقتراع! فخيانة الليبراليين لشعوبهم ودينهم تنطبق عليها أغنية أم كلثوم «سلوا قلبي»، مع الاعتذار لأمير الشعراء أحمد شوقي لتعديل أبياته من غير اعتبار للوزن ولعروض الشعر، نقولها هزلاً وسخرية:
 
«وما استعصى على الليبراليين منالٌ
 
إذا التآمر كان لهم ركابا
 
وما نيل الرئاسة بالاقتراع
 
ولكن يُؤخذ الكرسي انقلابا»
 
 
* * *
 
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
 
بدر خالد البحر

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك