العفو من شيم الكرام.. برأي د.مناور بيان الراجحي
زاوية الكتابكتب أغسطس 3, 2013, 10:58 م 917 مشاهدات 0
الوطن
أرجوحة
العفو من شيم الكرام
د.مناور بيان الراجحي
شكراً للكريم ابن الكرام، فحقاً ان العفو من شيم الكرام، شكراً للحاكم العادل، والأب الحنون، والقاضي صاحب المبدأ، والمربي الحكيم، والقائد المتسامح، والمعلم القدير، ورجل الدولة القادر على ضبط الأمور في كل الأوقات ووضعها في اطارها الصحيح، نعم أنت كل هذا يا سمو الأمير، فمرسوم العفو الأميري، استغرق وقتاً واخذ مراحلاً حتى صدوره ليوجه الكثير من المعاني القوية والمؤثرة في دفعةٍ واحدة، وجه رسالة الحزم والشدة لكل المتطاولين، ووجه رسالة أننا في دولة القانون لكل المارقين، ووجه رسالة الحكمة لكل المجانين وأصحاب الهلوسات العقلية، يمكنك ان تقرأ عزيزي القارئ اذا رغبت في التحليل والتدقيق أهمية صدور مرسوم العفو الأميري في هذا الوقت بالذات، ويمكنك ان تقرأ حرص سموه على توجيه الرسالة بمصداقية وشفافية ووضوح وذكاء، ويمكنك ان تقرأ اختيار الأيام العشر الأواخر من رمضان والنفحات المباركة، واختيار انتهاء العملية الانتخابية ومشاركة المواطنين الكويتيين في العرس الديموقراطي، كل هذه المعاني وغيرها الكثير يمكنك ان تقرأها عزيزي القارئ في مرسوم العفو الأميري عن كل من صدرت ضدهم أحكام لتعديهم على الذات الأميرية.
ولقد وجدت الكثيرين من أصحاب الحناجر الرنانة والأصوات العالية في الوسائل المختلفة قد اتخذوا من هذه القضايا منبراً لهم وشماعةً يعلقون عليها خطبهم وصيحاتهم وبطولاتهم الكلامية، وأخذوا يطرحون من خلالها الأطروحات والأمثلة من التاريخ الغابر والتي لم اجد لها أي علاقة بموقف من تعرضوا لمحاكمات لأخطائهم في الذات الأميرية، ولكن كما يقولون «فمن علا صوته قل منطقه وحجته»، وهكذا ففي لحظاتٍ سريعة جاء العفو الأميري، ليسقط الشماعة على رؤوس هؤلاء، ولينهي مسرحيتهم الهزلية الضعيفة وليضيف درساً جديداً لهم ليتعلموه، وليقول لهم باختصار شديد «حُرقت كل أوراق لعبتكم، انتهي الدرس يا سادة»، وبالفعل انتهت كل الدروس الصغيرة منها والكبيرة، وأغلقت كل الالعاب وانفض السامر وانتهت المواويل، لقد افتتح سمو الشيخ صباح الأحمد مدرسة «للاحتراف السياسي» درس فيها العديد من فنون اللعبة السياسية ومهارات الدبلوماسية والحنكة والهدوء والتوازن والصبر والخبرة والدراية والمعرفة ببواطن الأمور، وانتهت الدراسة فيها ولكن يبدو ان الكثيرين من المعارضين لم يستوعبوا هذه الدروس جيداً وفاتتهم الكثير من المهارات، فوجدوا أنفسهم في النهاية وقد رسبوا في العديد من المواد أولها استغلال الفرص، وثانيها القدرة على التفاوض، وثالثها الذكاء في التعامل مع الأحداث، ورابعها القدرة على ادارة الأزمات، وخامسها الخبرة بالشعب الكويتي، وغيرها من المواد الدراسية التي أمست واضحة لمن يقرأ المشهد الكويتي بوضوح، فمدرسة صباح الأحمد للاحتراف السياسي علمت من يريد التعلم، وآلمت من عشق اللعب بالنار والتألم، وفي النهاية لا يسعني الى ان أوجه خالص تحياتي وشكري وتقديري لسمو القائد والمعلم والأب والحكيم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأقوله له اننا نفتخر بقيادته وحكمته وخبراته العميقة في شتى المجالات ولاسيما في المجال السياسي، وأقول له يا سمو الأمير لقد وصلت الرسالة، وانتهى الدرس واتضحت الصورة التي أراها واضحة بكل معالمها، صورة لسموك والشعب الكويتي يلتف حولك ويجدد بيعته، تماماً كتلك الصور الرائعة التي نسجتها قبائل الكويت بين يدي سموك في حفلات استقبال قبائل الكويت لسموك يا أميرنا المفدى، يا أميرنا المفدى من يقرأ التاريخ يجد خصلة التسامح والعفو من شيمكم ليس أنت فحسب فقبلك والدك طيب الله ثراه في عفوه الذي تتناقله أجيال بعد أجيال وهنا أقصد حركة مجلس 38، وقس على هذا العفو جدك أسد الجزيرة كم عفا وعفا وأيضاً أعمامك الكرام فالعفو من شيمكم بل من خصالكم الكريمة، دمتم لنا ذخراً وسنداً طول امتداد الخليقة. واليك يا سمو الأمير أهدى هذه الأبيات:
بالبرِ صُمتَ وأنتَ أجودُ صائم
وبسنةِ الله الرضيةِ تُفطرُ
فانعم بيومِ الفطرِ عيداً..انه
يومٌ أغر على الزمان مُشهر
واختم بالدعاء.. اللهم احفظ الكويت وأهلها وأميرها من كل سوء، اللهم أدم علينا نعمتك وخيرك وفضلك، اللهم اجمع قلوبنا دائماً ووحد كلمتنا وانصر بالحق رايتنا، اللهم بارك لنا في شهر رمضان، واغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلها، ما علمنا منها وما لم نعلم، اللهم اغفر لنا الذنوب، واستر لنا العيوب، وفرج عنا الكروب، وتب علينا يا مولانا لنتوب، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه، واحفظ بلادنا وأهلنا وأميرنا من كل سوء..آمين.
تعليقات