عن المخرج الكبير ومسرح العرائس

زاوية الكتاب

يوسف الوبيري يُشخص الحالة السياسية وحال المعارضة والمقاطعة

كتب 3716 مشاهدات 0

يوسف الوبيري

خص الكاتب والناشط يوسف الوبيري بمقال عن الوضع السياسي بالبلاد، ودور المعارضة بعد المقاطعة، ومسرح العرائس والمخرج الكبير في المسرحية كما يرى، وفي ما يلي نص المقال والتعليق لكم:

سياسة العرائس'
يوسف الوبيري

حياتنا السياسية تدخل في مقولة ألفريد هيتشكوك: 'الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة منها' لكن أغلب فصول الساحة السياسية الكويتية الداخلية إن لم تكن كلها هي في الواقع فصول سمجة ومملة وذلك لأنها مكتوبة بشكل غير مترابط أو مقنع وهو ما أنتج لنا عمل درامي ركيك يكاد يكون أشبه بافلام المقاولات المصرية الرائجة في حقبة الثمانينات مع إحترامنا للأفلام المصرية التي أدت رسالتها ولأن من قام بصياغة دراما السياسة الكويتية هو ليس كاتب 'درامي' أبداً مع الإشارة إلى أنه من الممكن جداً أن يكون كاتب 'درام' يعتمد كلياً على الإنتاج الضخم والمكلف ومحاولة إستغلال مهارة المخرج ليجعل المتابع لا يلاحظ هذه الهفوات العبقرية التي قام بها في مسرحية هزلية غير هادفة أبداً شهدت عليها الكويت قاطبة وذلك بسبب أنهم شحنوا الشارع برمته حتى أصبح كل من يسكن دار المسنين من شيوخ أو يذهب إلى صفوف المرحلة الإبتدائية من أطفال يصنفون كمهتمين بالشأن السياسي ومطلعين على أدق التفاصيل الخاصة به ، بل أنه من الممكن أن يفاجؤونك بحلول مقنعة فيما لو أردت مناقشتهم ببعض المشاكل التي عجز عن حلها مجلسا الأمة والوزراء مجتمعان وبما أن أقطاب المعارضة قررت مقاطعة الديمقراطية معللةً ذلك بأنها لن تشارك في فصول المسرحية وهي تسجل هنا إعترافاً صريحاً دون أن تشعر أنها كانت تشارك في هذا العمل الدرامي المسرحي منذ 52 عاماً فما الجديد الآن!! هل أصبح دور الكومبارس أو السنيد غير مقنع لها فجأة أم أن نجاحها المبهر جعلها تطمع في القفز على أدوار البطولة مستغلةً دخول فصل الربيع العربي على المسرحية؟ البعض يقول أنه من حقها أن تأخذ فرصتها في أسناد ادوار البطولة لها ولو من باب التجربة وهؤلاء هم بلا شك من الحمقى والمجانين فمن فينا يظمن أن ما يقومون به الآن لا يقع ضمن دور جديد رسمه السيناريست بالإتفاق مع المخرج الكبير بعد الأخذ بالإعتبار المعطيات الجديدة والمتطلبات التي إستحدثتها هذه الثورة التكنلوجية التي بين أيدينا ، أشياء كثيرة حدثت لم نتوقع لها أن تحدث فعلاً وكلي يقين أن هناك أيضاً أشياء أخرى ستحدث لن نتوقع أبداً حدوثها كل ما أنا متأكد منه أن المسرح أصبح مزدحم بالعرائس الجديدة والجاهزة فعلياً للرقص ولذلك غضبت بعض العرائس القديمة والتي ترفض أن يستغنى عنها وأن يكون مصيرها هو الجلوس بين الجمهور لتتفرج غير مدركة أنه لم يعد لها مكان على الخشبة

آخر السالفة :
كم أتوق أن أسترق النظر لأرى خلف هذه الخيوط المتشابكة والأيادي الخفية شيء ما .. فلقد مللت النظر إلى وجوه العرائس في بلدي.

الآن - رأي: يوسف الوبيري

تعليقات

اكتب تعليقك