محمد المقاطع: لهذه الأسباب مجلس الأمة الجديد مرحلة انتقالية!
زاوية الكتابكتب يوليو 31, 2013, 10:48 م 1184 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / فقدناك يا أبا حسام.. في عهد الشباب
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
انتخابات مجلس الأمة يوم السبت 2013/7/27 حملت رسائل مهمة جداً، خلاصتها أنه آن الأوان لأن يتم تجديد الطبقة السياسية التي قادت البلاد إلى التقهقر والإخفاق وحالة الصراع المستطير، وهي انتخابات ستكون مرحلة انتقالية بحق، لأنها، وبالرغم من عيوب نظام الانتخابات في الصوت الواحد، أظهرت إرادة الكويتيين القادرة على تمييز الغث من السمين، وحملت معها مجموعة من الشباب والنوعيات التي تضفي نكهة وطنية مميزة وقوية في المجلس، بعدد يشكل صمام أمان للحفاظ على المكتسبات الدستورية والشعبية، وجسراً للعبور بالكويت إلى مرحلة مختلفة في النهج والتفكير والعمل البرلماني، مماثلا للذي كان سائداً في فترتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وفرض أجندة إصلاح سياسي حقيقي محورها تعزيز الولاء والانتماء للوطن، وصياغة فكرة المواطنة الدستورية بالقضاء على العصبيات والاستقطابات والتجاذبات الفئوية والقبلية والطائفية التي لم تعالج تشريعياً، بل كرّست، وأخطرها نظام الدوائر الفئوية وتصويت فردي تشرذمي، آخرها نظام الصوت الواحد الفردي بخمس دوائر مفروزة على أسس فئوية وتكريس العصبيات وفزعة الأقليات.
وهو مرحلة انتقالية لأنه ما زال مثقلاً ببعض الأعضاء المرتبطين بأجندات بعض أصحاب النفوذ والمصالح، الذين ابتاعوا مقاعدهم بثمن بخس رغم ضخامة المبالغ، ولكنه قادر على عبور هذه المرحلة بتهيئة البيئة المناسبة ليكون المجلس المقبل محققاً لحلم الكويتيين حينما وضعوا دستورهم عام 1962.
وهو حتماً مرحلة انتقالية لأن الحكومة بأسلوب اختيار وزرائها وأسلوب تشكيلها وتعاطيها لشؤون السلطة التنفيذية وإدارة البلد ما زالت تدور في فلك التعامل الآني ورد الفعل والانقياد للحدث الطارئ أو التصعيد السياسي بمنهج الصمت وتجنب المبادرة، خشية من الكلفة السياسية حتى صار منتهى غاية الحكومة هو ترك الأمور في مهب الريح بسياسات وإجراءات متناقضة تؤجل كل شيء، أملاً في أن يكون الزمن هو الحل رغم أنه ليس كذلك، فالقضايا والمشكلات تحل بشجاعة القرار وإنفاذ الإرادة ونكران الذات والتخلي عن المصالح المدمرة للبلد، ونأمل أن يفاجئنا رئيس الوزراء بنقلة جديدة في تكوين الحكومة وعملها! وهو ما يحمّل المجلس المنتخب بثلة الشباب الموجودين فيه مسؤولية المرحلة الانتقالية الصعبة المعول على أحداثها لنقلة الوطن.
***
• فقدت الكويت يوم أمس الأول ابنا من أبنائها البررة، عرف عنه صدق اللسان وصريح العبارة وتواضعه الجم وإسهامه الوطني المشهود، فقد أفنى عمره من أجل الوطن موظفاً ووزيراً، لم يكن طالب شهرة ولا باحثاً عن مجد، يتوارى عن الأضواء في وقت يتسابق الناس إليها، عمل بصمت وجد والتزام، مواعيده أدق من الساعة، تتعلم منه الكثير من معاني الحياة وآداب التعامل، وقد عملت معه وتعلمت منه الكثير، انه الأستاذ سليمان عبدالرزاق المطوع، رحمه الله وغفر له وتغمده برحمته الواسعة.
اللهم إني بلغت.
تعليقات