الشعب بدأ يعي ضرورة التغيير.. بنظر ناصر بهبهاني
زاوية الكتابكتب يوليو 29, 2013, 10:40 م 611 مشاهدات 0
الأنباء
نوافذ / تعبنا
د. ناصر بهبهاني
العبارة الشهيرة: «من السابق لأوانه» غالبا ما تسبق أي تحليل لحدث وقع للتو، وبالتالي فربما هي تنطبق الآن على أي توقعات أو تحليلات يمكن أن تطلق حول مجلس الأمة الجديد، ولكن ما ليس بسابق لأوانه هو أننا نريد أن نوصل كلمة واحدة للمجلس الجديد، وهي أننا «تعبنا».
وقبل أن أعدد الأمور التي تعبنا منها، أذكر أن على النواب أن يلتفتوا إلى مسألة أن التغيير الذي حصل بنسبة 52% تعني أن الشعب بدأ يعي ضرورة التغيير، وأن الأصوات المعلبة سلفا لم تعد هي المهيمنة على عقول الناخبين، خصوصا أن هناك أجيالا شبابية دخلت معترك الحياة العامة، وهذه الأجيال لا تخضع عقولها لسلطة الفرض، بل هي التي تختار بعد أن وعت المشهد السياسي باكرا، وتمرنت في لجان تطوعية شبابية أهلتها لأن تكون صاحبة قرار.
ومعادلة الـ 52% ستكون عنصرا أساسيا ومؤثرا كبيرا على حسم موضوع رئاسة المجلس، وقد تؤجج التنافس، ولكنها في النهاية هي مهمة للتوازن بين الخبرات والحداثة السياسية.
والآن أعدد الأمور التي تعبنا منها، لعل المجلس الجديد يدرك هذا الألم الاجتماعي العام، وهي كالآتي:
تعبنا من نواب لا نرى برامجهم الانتخابية إلا على الورق أثناء الانتخابات، ثم يسيل حبر الكلام بعد النجاح. وتعبنا من «نوابص التربص»، أولئك الذين دخلوا المجلس بقصد تصفية الحسابات، وتعبنا من النواب الموظفين، الذين يصلون إلى المجلس وظيفيا لتمثيلات فئوية، فيكونون بمنزلة الواجهة فقط والديكور السياسي.
وتعبنا من أن يطغى العمل السياسي على العمل التنموي الوطني، حيث يؤدي تبدل المصالح إلى أن يتلاشى الدور الاجتماعي أو الشعبي الذي وجد لأجله، فتتحول القرارات والقوانين إلى أوراق سياسية تعرقل التنمية.
نقول للنواب الجدد تعبنا من كل هذا وأكثر.
تعليقات