الشباب الصادق قادر أن يجعل الحق يسود على الباطل.. فوزية أبل مؤكدة

زاوية الكتاب

كتب 1872 مشاهدات 0


الشباب.. ومشاركته لتغيير المشهد السياسي

اذا كان كتاب «الجيل نحن» يتعمق في دراسة الواقع الاميركي والقضايا المرتبطة بالشباب المعاصر.. فان هموم جيل الالفية تكاد تكون متشابهة هي نفسها في «القرية الكونية الصغيرة» بما فيها ما يجري في عالمنا العربي، وفي اجزاء من العالم الاقل تطورا بكثير بالمقارنة مع الولايات المتحدة.
 
اجل ففي عصر التكنولوجيا، وفي ظل قدرة الاطفال بالذات على المتابعة لحظة بلحظة لمجريات ما يحصل في العالم، لم يعد ممكنا الفصل بين ما يجري عندنا وبين الهموم التي عبر عنها مؤلفا كتاب «الجيل نحن».
 
واكثر ما لفت نظري والذي جعلنا نهتم بمضامين الكتاب هو ان المشكلات التي يعاني منها الشباب في انحاء مختلفة من العالم وحتى احلامهن تكاد تكون متشابهة، مع خصوصية لبعض المجتمعات. على الرغم من وجود ملاحظات واخطاء في ملف الحراك الشبابي في الكويت وفي منهج تحركهم، لكن هذا لا يقلص من دورهم ولا يخفف من تأثير الحراك على الملفات المطروحة، ويظل هناك قاسم مشترك لتلك المطالب وهو تميزنا بالنبل والخوف على مستقبل ومصلحة البلاد، وتطلعهم لغد افضل.
 

قوانين وقواعد

لذلك علينا ان نقوّم آداءهم ونأخذ بيدهم خشية انجرار هؤلاء الشباب شديد الحماس، قليل الخبرة الى الاحباط والنظرة المتشائمة، ويكفر بمنهجه الشبابي الجديد الذي كان له الفضل وحده في ابتكار ووضع قوانينه وقواعده. وانا على يقين بان تلك الافكار الشبابية المتعلقة بالوضع الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي ستتحول من امنيات الى واقع سيستفيد منه الجميع، وسيشهد التاريخ ان الفضل كان لهؤلاء الشباب بأفكارهم الوطنية الطموحة.
 
الشباب في جيلنا الحاضر، والشباب الذي يأخذ على عاتقه تغيير عالمنا، انه الموضوع بالغ الدقة الذي اختاره الباحثان اريك غرينبورغ وكارل ويبر في محاولة متعمقة ومتكاملة لوصف ماهية القدرات الكامنة لدى شباب الالفية. لم يكن قبيل الصدفة اختيار عنوان هذا الكتاب «الجيل نحن» كان في وسع المؤلفين اختيار عناوين مثل: جيلنا او شباب العصر او نحن والجيل الجديد، لكنهما اصرا على اختيار عبارة «الجيل نحن»، ولاكثر من سبب سنحاول ابرازها في هذا العرض. نكتفي بالقول ان عبارة «الجيل نحن» تفرض على الشباب روحا من المسؤولية ولكن، من دون الاغراق في الانانية.
 
ويصف الكتاب «الجيل نحن» انه جيل متفائل بقدراته ويؤمن بانه سيصنع قدره بيده. فهم ينغمسون في الانشطة الاجتماعية المفيدة، والمدونات على القضايا الاجتماعية والتنظيمات السياسية والتصويت في الانتخابات. هم مرحلة ما بعد السياسة، لانهم ضاقوا ذرعا ويشعرون بالملل حتى من صراع الجماعات، من اجل المصالح الشخصية والطعون القائمة على الهوية والمناورات، من اجل الوصول الى السلطة، وهذا ما يعتبرونه مهيمناً على الساحة العامة.
 
التصويت هو العمل الاكثر اهمية، الذي يدعو اليه هذا الكتاب، فالتصويت يوفر زخما سياسيا، والمشاركة في العملية الديموقراطية والتصويت هما الطريقة الاساسية للبدء في المشاركة في النظام السياسي الحالي، والديموقراطية تتطلب المشاركة في اعمال الحكومة، والضغط على المسؤولين والتدقيق في اعمالهم واخضاعهم للمساءلة، والقضاء على الفساد الحكومي.
 
وفي نهاية الكتاب، يناشد الشباب استخدام نفوذهم لتعزيز الاصلاح في جميع انحاء المجتمع، وان هذا الاعلان هو دعوة الشباب الصادق الى العمل، وسننجح في قضيتنا، وذلك لأن الحق دائماً يسود على الباطل.
 
بقلم فوزية أبل

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك