حكوماتنا لا تفكر إلا في أن تُفرق لتتسيد!.. سالم الشطي متعجباً
زاوية الكتابكتب يوليو 24, 2013, 10:56 م 701 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / الشعب لا يستحق حكومته
سالم خضر الشطي
«المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار» - مارتن لوثر كنج.
*
نسبة إيرادات الكويت النفطية 93.3 في المئة من جملة الإيرادات، بينما تبلغ نسبة الإيرادات غير النفطية 6.7 في المئة، وهذا مؤشر خطير لمستقبل الكويت، فإذا علمنا أن كمية النفط الموجود في باطن الأرض مجهولة، وقابلة للتحرك مع الزلازل أو الظروف الجيولوجية التي لا يد للإنسان فيها، فإن مؤشر الخطر يرتفع أكثر، فكيف لو علمنا أن أسعار النفط غير مستقرة أصلا، وأن أميركا على سبيل المثال تم اكتشاف نفط فيها قد يغنيها عن استيراده من بعض الدول، وقد تتمكن من الاكتفاء النفطي ولو جزئياً، وهذا حتماً سيهز أسعار النفط عالمياً فأميركا من أكبر الدول المستوردة للنفط الخليجي!
فإذا أضفنا إلى ذلك سوء إدارة الاستثمارات الكويتية الخارجية، والفساد الذي ينخر بها، وكشفت بعضه مجالس الأمة السابقة، فإننا حتماً سنضع أيدينا على قلوبنا خوفا على مستقبل بلدنا، وهذا حتماً لا يكفي لإنقاذ البلد من الكارثة المتوقعة.
هذه المعلومات ليست سراً أكشفه، وإنما هي متوافرة لكل من يريد الوصول إليها، ومع ذلك نرى حكومتنا تهب مليارين لمن قاموا بالانقلاب العسكري على الشرعية المصرية - هذا المعلن ولا نعلم عن غير المعلن-، وتهب غيرهم يمنة ويسرة بلا حسيب ولا رقيب، وكأن أموال الكويت سايبة! وطمطمت سرقات الديزل، وغضت الطرف عن التحويلات المليونية، و«تصفط» المناقصات ذات الأسعار الخيالية لتجار معينين، وتحرك المال السياسي فترة الانتخابات أو مع كل تصويت داخل وخارج قبة عبدالله السالم، وميزانية ضخمة جدا بقيمة 36 مليار تم إقرارها لمشاريع التنمية المزعومة التي لم نحس منها شيئاً ولم نسمع لها ركزاً، و«فسفسة» زائدة عن المعقول!
الحكومة متناقضة في تصرفاتها غير المدروسة، فمع كل هذا التبذير الذي يستحق الحجر عليها، نجد وزارة المالية تكشف عن تكبد مشروع ميزانية الكويت للعام المالي 2013/ 2014 عجزاً في تقديرات الموازنة بلغت 7430.8 مليون دينار بعد الاستقطاع لاحتياطي الاجيال القادمة، و2906.8 مليون دينار قبل الاستقطاع لاحتياطي الاجيال القادمة! أين خطط التنمية؟ بل هل يوجد تخطيط أصلا؟ أم أن البلد ماشي على البركة؟ وبصراحة.. حتى البركة افتقدناها!
لا أعرف إن كنت هنا أدق ناقوس الخطر أو أكسر الحجر للبروج العاجية التي يعتلونها ويتنافسون في الحصول على النصيب الأكبر من كعكة الكويت وهم يتقاسمونها بينهم، يتصرفون كأنها دولة موقتة، يهدمون ما بناه الآباء والأجداد، وينسفون ما تميزت به الكويت -سابقاً- من بعد نظر ورؤية ثاقبة، أناس أقصى ما يمكنهم هو النظر تحت أرجلهم والتنافس على كرسي الحكومة الذي يظنونه محطة عبور!
شعب الكويت المخلص الطيب الوفي لا يستحق مثل هذه الحكومات التي لا تفكر إلا في أن تفرق لتسود! ولذلك يجب أن يفكر العقلاء في كيفية انقاذ البلد من الدمارالشامل بسبب سوء الادارة وانعدام التخطيط!
يجب التعاون بـ«إخلاص» وصفاء نية من أجل محاربة الفساد، ثم إعادة بناء البنية التحتية، ثم الحرص على الأمن والاستقرار، ثم السعي من أجل التنمية، فهذه خطوات متعاقبة لا يمكن تقديم واحدة على أخرى، ويجب ان يضع أفراد الأسرة الحاكمة - وفقهم الله لكل خير- الكويت نصب أعينهم، ويقدمونها على أي هدف آخر، فليصفوا ذات بينهم، وليتحدوا من أجل الكويت، فباتحادهم نكون قد أنجزنا خطوة كبيرة ومهمة لاتحاد الشعب والرقي بالكويت، والله أعلم.
*
برودكاست:
في هذا الشهر المبارك قضى نخبة من شباب الكويت حتفهم بحوادث سير، وهم: عبدالله العيناتي، عبدالله العماني، طلال المناور، وناصر المويزري. أسأل الله أن يغفر لهم ويرحمهم ويسكنهم فسيح جناته، وخالص العزاء أقدمه لذويهم، أحسن الله عزاءكم.
تعليقات