كامل الفضلي يكتب عن: شمشون الديرة

زاوية الكتاب

كتب 2523 مشاهدات 0

كامل الفضلي

شمشون الديرة !!

اااااالله على اشعار الطفولة...الاشعار المدرسية وغير المدرسية...ااااااالله لما قال الشاعر: ديكي ديكي ما احلاه.. ديكي ديكي ما اغلاه.او عندما 'قايشه' شاعر آخر وقال: قلمي قلمي نور الامم..انت صديقي عند الضيق.
اشعار الطفولة رغم بساطتها الا ان بها الحكمة احيانا، فمن ينسى احدى اشهر القصائد المدرسية: برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين..فمشى في الارض يهدي ويسب الماكرين.
الثعلب الماكر المخادع وهو موضوعنا في هذا المقال، يذكرنا بواقع الحال المرفوع بالضمة، بعد ان تصدر بعض النشطاء السياسيون الماكرون من اصحاب الدماء الزرقاء ' مشهد البدون' في شهر رمضان الفضيل، فلبسوا ثوب الفضيلة والعطف، تماما كالثعلب سالف الذكر، وقاموا بتوزيع المعونات العينية والمادية عليهم في تيماء والصليبية، في مشهد سيء الاخراج من مشاهد 'الكوميديا السوداء' متأثرين على ما يبدو بالمسلسلات الرمضانية، لكن دون كاميرات وفلاشات ودون 'سكوت حنصور' وهم الذين كانوا وما زالوا يتصدرون الصفوف مشهرين سيوفهم ضد تجنيس البدون، هدفهم من الاحسان اليهم عمل 'بوليش' لصورهم لمكاسب انتخابية او سياسية او اي مكر ينتهي بالتاء المربوطة ، بل وذهب البعض منهم من اجل التكسب على ظهر البدون الى منحى آخر، كوضع صورة مؤثرة لاحد اطفال البدون في حسابه على تويتر لاكتساب ' ريتويت' عالي..أموووووووت على ريتويتك!!!
هرمون الحنان الذي هبط فجأة على هذا الناشط السياسي، وأفرز باقصى طاقته، كان قبل رمضان هرمونا خاملا 'يطق اصبع' يتسكع غدوا وعشيا مع جيرانه الهرمونيين في مضارب بني عبس...سبحان مقلب الهرمونات!!!
يا اصحاب الدماء الزرقاء...يا ملاك الفيراري والبنتلي..المتسحرون على السوشي والمفطرون على السلمون، احتفظوا بـ 'سمنكم وعيشكم وشكركم' فالبدون ليسوا بحاجة لـ 'التمن والمرق' وانما الى موقف منكم يعطي كل ذي حق حقه.
الغريب ان هؤلاء الماكرين المخادعين نجدهم احيانا يدافعون عن حقوق البدون المدنية من تعليم وصحة وغيره، وكأن كل واحد منهم'مارتن لوثر كنج' اشهر مدافع عن حقوق السود في امريكا، ولكن متى ما وصل الامر الي ' الصجيه' وهي الجنسية، اعتبر وكأن السكين قد وصلت الى رقبته، فنجده من اشد المعارضين بدعوى انها حق سيادي، وكأن الحقوق السيادية لا تقبل القسمة الا على اثنين وهما : البدون والبدون!! ومن هنا وهناك نسال: هل الحق السيادي الذي تتشدقون به وصدعتم به رؤوسنا حتى ادمنا البندول، يعطي الشرعية بمصادرة حق التجنيس للمؤهلين؟! بالطبع لا والف ومائة وواحد وخمسون لا.الموضوع وما فيه، والصراحة راحة، هي الانانية فقط، هذا كل ما في الامر وكفى الله المؤمنين القتال، كطفل يمسك لعبته بكلتا يديه مخافة ان يشاركه بها اطفال اخرين، وكذلك هم اصحاب الدماء الزرقاء الذين لا يريدون ان يشاركهم احد في خيرات الديرة، حتى ولو كانوا مستحقين من ابناء جلدتهم، ظنا منهم ان الخير سيشح عليهم، متناسين ان طعام الفرد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الاربعة، وهذه عقلية طماعة ظالمة، ستدمرالمعبد على من فيه عاجلا ام آجلا، طالما وجد بين ظهرانينا امثال شمشون، الا اذا تواضع اصحاب الدماء الزرقاء، وحولوا لون دمائهم الى اللون الاحمر، او على اقل تقدير الى اللون الفوشي... وانت ما تدراشي... يا ولا !!

الآن -رأي: كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك