هيمنة الإسلام السياسي على الجمعيات التعاونية زادت الفساد.. برأي شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 776 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  مقاصف التربية

د. شملان يوسف العيسى

 

كتبت بنت العم السيدة فاطمة حسين مقالا في «الوطن» عن مقاصف وزارة التربية حيث رحبت بالفكرة وشجعتها لانها تعوّد الطلاب على تحمل المسؤولية وطالبت الطلاب ان يراعوا في مقاصفهم المدرسية نوعية الغذاء الذي يبيعونه وطلبت منهم ان يختاروا الاغذية الصحية بعيدا عن الحلويات والكاكاو الذي يفضله الشباب في مدارسهم والذي كان السبب في انتشار السمنة ومرض السكري، لقد اغفلت ام حسام في مقالها طبيعة المجتمع والدولة اليوم، فطلاب اليوم يختلفون عن طلاب الامس لان التركيبة السكانية اختلفت، في السابق كان التعاون والاخاء والمحبة وخدمة المجتمع المدرسي هو الامر الشائع بين طلاب الامس، طلاب اليوم في المدارس الحكومية يختلفون عن المدارس الخاصة، لم يعد الطلاب اليوم حريصين على الدراسة مثل ما كان سابقا ولم يعودوا يتحملون المسؤولية فدولة الرفاه أو الرعاية جعلت من الشاب الكويتي شاباً اتكالياً لا يعتمد على نفسه ويريد كل شيء جاهزاً بأسرع وقت ممكن، في الجامعة لا توجد لدينا مقاصف مدرسية بل توجد شركات اغذية متنوعة، تبيع كل انواع الغذاء من سندويش الفلافل الى الهمبورجر وطبعا البيتزا متوافرة مع البرياني الهندي، ماذا عن المقاصف المدرسية في المدارس الثانوية؟ هل تنجح الفكرة أم تفشل؟ من الصعب الاجابة عن هذا التساؤل لاننا كمجتمع لم نعود طلابنا على العمل والالتزام بالمسؤولية تجاه المجتمع والدولة منذ صغرهم، عشت فترة طويلة في الدراسة في الولايات المتحدة «ليسانس – ماجستير – دكتوراه» في كل المراحل كان الطلاب الامريكان والاجانب هم الذين يعملون في جامعاتهم سواء في الكافتيريا او المكتب او الادارة او تنظيف الجامعة وكلهم يعملون كخلية نحل متعاونين لا يختلف الطالب الجمهوري عن الديموقراطي أو الليبرالي او العنصري المحافظ.
ما اتخوف منه فعلا هو زج السياسة في العمل التعاوني في مقاصف التربية حيث سيختلف طلاب الاخوان المسلمين مع طلاب السلف في بعض المدارس وسوف يختلف الطلاب الشيعة مع السنة في المدارس الاخرى كما نتوقع بروز خلافات بين ابناء القبائل لاستحواذ قبيلة معينة على مقدرات المقصف.
قد تتساءلين يا أم حسام ربما ابالغ بالموضوع، قد يكون ذلك.. لكن تجربتنا العملية في الجمعيات التعاونية تثبت صحة كلامي ففي السابق كان الجميع يتعاونون من اجل تقديم افضل الخدمات للاهالي وكانت الارباح توزع سنويا لكن بعد هيمنة الاسلام السياسي على الجمعيات التعاونية زادت وتيرة الفساد والسرقات وزاد معها وتيرة الحاجة الى خدمة المجتمع من بعث الاهالي الى رحلات العمرة والحج الى دروس التقوية الدينية وغيرها وكلها من اموال المساهمين بالجمعية، وكل ذلك يحصل والحكومة تغط في نوم عميق، وكلما نتساءل نحن المساهمين اين تذهب ارباحنا يأتي الجواب بأن الجمعية تؤدي خدمة للمجتمع، بعدها اكتشفنا بان الكثير من الجمعيات التعاونية تم تحويل اعضاء مجلس الادارة فيها الى النيابة العامة بسبب تفشي الفساد والسرقات.
نعود الى المقاصف.. الخوف كل الخوف هو ان ينشب الخلاف بين الطلاب ليس حول تقديم الخدمات في المقصف المدرسي.. بل حتما سيدب الخلاف حول الاموال، لذلك نقترح بالا تساهم الحكومة أو وزارة التربية بالمقصف، كل مسؤولياتها هي تقديم المكان، الطلاب هم المسؤولون عن جمع الاموال فيما بينهم وهم الذين يختارون من يدير المقصف وهم الذين سيوزعون الارباح فيما بينهم بمعنى لنجعلهم يتحملون مسؤولية ادارة شؤونهم بعيدا عن الاهل والدولة، لعل وعسى تنجح التجربة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك