هل بقي هناك شئ غير قابل للسرقة في الكويت ..؟! عواطف العلوي تطرح سؤالاً

زاوية الكتاب

كتب 2756 مشاهدات 0

غطاء منهول - ارشيفية

 

بعد سلسلة من انقطاعات الكهرباء في مناطق عدة من الكويت مؤخرا وارتفاع نبرة التذمر والضيق من المواطنين بسبب تلك المشكلة خاصة وأننا نعيش عز القيظ واللاهوب وأقسى شهور السنة حرارة وجفافا بمعدلات قياسية، متزامنا مع شهر الصيام والناس فيه بدون شيء ممكن يتعاركون فيه حتى مع ذبابة تتجرأ وتمر أمام خلقتهم، أقول بعد هذا كله يخرج علينا وزير الكهرباء والماء أطال الله في عمره بتصريح يبرر فيه انقطاع الكهرباء بعذر أقبح من ذنب، يعزو فيه السبب إلى 'سرقات منظمة للكيبلات النحاسية من محطات التحويل'..!

سرقات للكيبلات ونحن لم ننته بعد وحتى اليوم من ظاهرة سرقة أغطية المناهيل التي تفشّت في البلد بشكل مزعج في السنوات الأخيرة، ولا تزال! وعلى الرغم من أن سارقيها هم من العمالة الآسيوية التي لا تمتلك غير النزر اليسير من التكتيكات والحيَل التي لا يمكن أن نسميها إعجازا قد يشلَّ قدرات رجال المباحث عن التوصل لمرتكبي تلك السرقات، إلا أنه -وكما ذكرت في عنوان المقال- رزق القطاوة على الخاملات، والمال العام في بلدنا طول عمره سايب وحارسه خامل، وجاذبيته لا يقاومها الحرامية والسرّاق.. صغارهم قبل هواميرهم، مبتدئوهم قبل محترفيهم..! سرقات يقومون بها ببساطة واعتيادية وثقة يحسدهم عليها كل حرامية العالم أجمع!

نقول اللهم طوّلك يا روح ونسأل وزير الكهرباء: هل كيف شلون تُسرق كيبلات من محطات تحويل الكهرباء؟! أين أنظمة الإنذار المسبق التي يفترض وجودها لحماية تلك المنشآت الحساسة؟! أين كاميرات المراقبة عن بعد؟! أين تنسيق جهودكم مع الجهات المسؤولة عن تلك القضية بما فيها الداخلية والتجارة والبلدية..!

أين فرق الضبطية المكلفة بمهمة التفتيش عن المناهيل التي تمت سرقة أغطيتها في المحال التي يُعرف أنها تتعامل بالمسروقات ومكانها -كما يعلم الجميع- في سكراب أمغرة وميناء عبد الله، حيث يتم بيع تلك الكيبلات النحاسية وأغطية المناهيل الحديدية بسعر التراب مقارنة بتكلفتها المادية الطائلة على الدولة، ليتم بعدها صهرها وإعادة تشكيلها من جديد ثم تهريبها إلى الخارج عبر المنافذ الحدودية والموانئ دون أن يتم التحقق من منشأها ومصدرها.. ما يُفسَّر بديهيا أنه تواطؤ من قبل بعض المسؤولين مع أصحاب المحال، أو افتقادهم للأهلية اللازمة للقيام بتطبيق العقوبات الرادعة ضد تلك المحال لسد الطريق أمام اللصوص فلا يجدون تصريفا لما يسرقونه..!

ويا وزير الداخلية.. أين رجال مباحثكم؟! أم أنهم مشغولون جدا بمراقبة أصحاب الرأي وملاحقتهم، وكل ما عدا ذلك يعتبر غير ذي أهمية تستحق وقتهم وجهودهم الثمينة..؟!

هل بقي هناك شيء غير قابل للسرقة في الكويت..؟!
والله أخشى ما أخشاه.. أن أصحو يوما على خبر يقول إنّ أبراج الكويت قد اختفت من محلها!! حينئذ لا تستبعدوا أن يصرّح سعادة الوزير بأن السبب هو.. الساحر ديفيد كوبر فيلد.. سامحه الله..!

الآن - الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك