ثورة 30 يونيو فاجأت الاستخبارات الأميركية.. هكذا يعتقد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 1129 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  من دون تعليق

وليد الرجيب

 

انفردت جريدة «الدستور» المصرية الصادرة بتاريخ 15 يوليو الجاري بنشر نص استجواب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الكونغرس، حيث تولى كبير النواب الجمهوريين بالكونغرس ومنافس أوباما في الانتخابات الرئاسية السابقة «ميت رومني» توجيه الأسئلة له على خلفية دعم الرئيس المصري السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان والسلف في مصر.
وأثار هذا الاستجواب ضجة كبيرة في الأوساط السياسية وأكد ما قلناه في مقال سابق من ان ثورة 30 يونيو فاجأت الاستخبارات الأميركية كما فاجأتها ثورة 25 يناير 2011م، وكسرت أسطورة اقتدار الاستخبارات الأميركية والموساد الإسرائيلية، كما كشفت فضيحة الدعم المالي والسياسي لجماعات الإخوان في مختلف الدول.
فجواب أوباما عن سؤال دعم الاخوان بثمانية مليارات دولار من أموال الشعب الأميركي، جاء دفاعياً بأنه لم يدفع سوى أربعة مليارات فقط، إضافة إلى المساعدات العينية كي يصل الإخوان إلى الحكم في مصر، ورفض الكشف عن هذه المساعدات العينية، وكشف أوباما من خلال إجاباته أنه دفع المبلغ لمساعدتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما اعترف بدفع مبالغ إلى السلف ولكن بأقل من هذا المبلغ وبرر ذلك بأنه كان مطلوباً جداً من أجل مصلحة أميركا وإسرائيل أكثر من مصلحة الإخوان وأشقائهم من التيارات الإسلامية المتشددة، كما كان ذلك مطلوباً لدعم سيطرة الإخوان على السلطة في مصر.
وعند سؤاله: «كيف تبين لك أن الإخوان بالفعل يسيطرون على الشارع السياسي في مصر، ومن أين جاءت لك الثقة في قدرتهم على الاستمرار بالسلطة؟ أجاب: «علمت بذلك من خلال تقارير السيدة باترسون (السفيرة الأميركية في مصر)، كما بدا لنا واضحاً تشوق الإخوان للسلطة وللحكم مقابل التنازل عن أي شيء، بالاضافة إلى أن الجماعة تربطهم علاقات قوية بحماس وجميع التيارات المتطرفة في سيناء أيضاً، وقد أبدت الجماعة الرغبة الشديدة في خدمة الولايات المتحدة وإسرائيل، مما أفاد في توقف هجمات حماس ضد إسرائيل، وبالفعل نجحنا في الحصول على جزء من سيناء بموافقة صريحة من الرئيس مرسي، وعندما سأله رومني: «كيف لم تنتبه أو تتوقع كل أجهزتك خروج هذه الملايين الحاشدة من المصريين إلى الميادين لإزاحة حليفك الإخواني الذي ثبت فشله معك ومع شعبه وكذب علينا أيضاً»، أجاب أوباما: «أعترف أن تقارير السيدة باترسون لم تكن دقيقة حيث أكدت أن مصر تحت سيطرة الإخوان وبالتالي فهي تحت السيطرة التامة لنا ولإسرائيل، وهذا ما أكدته أيضاً الأجهزة الاستخباراتية التي اعتمدت بكل أسف على تقارير السيدة باترسون».
كما أجاب أوباما عن السؤال التالي: «أشار البيت الأبيض إلى أن الذي حدث في مصر كان انقلاباً عسكرياً فهل هذا صحيح؟» أجاب: «إننا لم نتبيّن في بداية الأمر حقيقة ودقة الأوضاع في الشارع المصري... ولكن تأكد لنا لاحقاً أن هناك رغبة شعبية حقيقية للإطاحة بالرئيس مرسي وأن القوات المسلحة قد استجابت لمطالب الشعب، ونحن نقدر هذا ونحترمه جيداً ونرغب في أن تسير العملية الديموقراطية في مصر بشكل سريع وسليم».
هناك تفاصيل أكثر لهذا الاستجواب يمكن الرجوع لجريدة «الدستور» لمعرفتها، ولم تذكر الجريدة المناقشات الأولى في الكونغرس لأنها لا تتعلق بشؤون مصر، والأخبار التي بدأت ترشح من المصادر المختلفة تكشف كل يوم حقائق مثيرة.
أنا لا أود التعليق على الخبر والاستجواب في الكونغرس، وسأترك الحكم للقارئ الكريم، ويسوءني بصفتي مواطناً كويتياً وإنساناً عربياً أن يؤدي الاختلاف بوجهات النظر حول موضوع سياسي إلى سباب وشتائم وقذف وتخوين وتكفير، وأنا أدرك يقيناً أن الزمن والأيام ستؤيد إحدى وجهتي النظر سواء التي تعتبر ما حدث في مصرة ثورة أو التي تعتبره انقلاباً، على ألا يلهينا ذلك عن قضايانا الوطنية المحلية.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك