'تويتر' كما يراه خليفة الخرافي فتح باب شر عظيم لإثارة الفتن

زاوية الكتاب

كتب 1154 مشاهدات 0


القبس

الصراع بين شيخة وديموقراطية 3  /  الفتنة الطائفية قادمة لا محالة لعن الله من يؤججها

خليفة مساعد الخرافي

 

قبل ان نكمل عبورنا على تاريخ المنطقة التي بدأ استعمارها من البرتغاليين والهولنديين وانتهى بالانكليز، سنستغل أيام شهر رمضان المبارك شهر الطاعات والعبادات الشهر الذي انزل فيه دستور الطريق الى الخير والرحمة والسلام، وليهدينا الى الايمان بالله الواحد الاحد، الا وهو القرآن الكريم.

ونستغل نفحات هذا الشهر الايماني الروحاني لنحذر من انه منذ حقبة الصفويين وتماديهم في الغلو الذي ولّد ردة فعل المتزمتين من اهل السنة، فأشعلت فتناً عظيمة بين طرفين لم يتفهما رحابة الاسلام وبعده الانساني، فأصبح كل طرف يفتري على الآخر ويكفره، وقد يكون الحل في إيجاد فريق من الباحثين من أكاديميين في مجال البحث العلمي للقيام بدراسة ما قبل وخلال وبعد حقبة الصفويين للتحقق من كتب تم تأليفها، والتي للاسف تجد هذه الكتب في يومنا هذا قبولاً كبيراً لدى شباب اتباع المذهبين.

إن الكم الكبير من تأجيج الاحقاد والكراهية بين المذهبين والذي لا حدود له قد أدى إلى تضاعف الاحقاد والكراهية والبغضاء بين الطائفتين بشكل غير طبيعي وبطريقة مصطنعة ومفتعلة ومقصودة، فيتفنن اتباع كل مذهب في إيجاد طرق ووسائل لزيادة الكراهية والتحقير لأتباع المذهب الاخر، من خلال تأليف كتب مدسوسة وموضوعة لأحاديث ليس لها اساس من الصحة، بل لا يتقبلها العقل والمنطق لظن البعض أن لا منطق ولا عقل في امور العقائد، انما نتقبلها كما هي.

«فأتباع الدين المسيحي والذي نظن كأتباع المذهب السني انهم لا يتبعون العاطفة الا انها طاعة الاديان واجبة لأتباعها، فنجد انهم يؤمنون بزيارة الاضرحة للتوسل للتشفع للمحتاج،

فحين كنت زائرا لبنان في عام 2008 تم في احتفال جماهيري حاشد، بلغ فيه الحضور اكثر من مائة الف مسيحي لتطويب القسيس الطيباوي يعقوب الكبوشي والمتوفى منذ عام 1954، والتطويب والطيباوية هي القدرة على الشفاعة والاستجابة لدعاء ونذور المحتاج، حيث يتم أحصاء عدد من تشفعوا وحقق لهم مرادهم، فتتم بعدها الموافقة من كبار القساوسة على تطويب القسيس فيلجأ الى ضريحه المحتاج والمريض والعاقر ليلبي حاجة من يتوسل شفاعته».

إن ما يحصل في وقتنا هذا من استخدام وسائل الاتصال الالكتروني وبالاخص تويتر الذي فتح باب شر عظيم لاثارة الفتن بنشر مقاطع ڤيديو للاساءة لاتباع الطوائف الاخرى وشتم وتحقير وتكفير بعضهم بعض.

«هي اجتهادات وقد اكون مصيبا فيها او اكون مخطئاً، وعلى الله التوفيق، انما أتساءل لمصلحة من اندفاع شباب غر في إثارة النعرات الطائفية؟ أجزم بأن هناك ايادي شريرة تحركهم من مصحلتها ان تفرق لتسود، كفانا الله شر مكائدها ودسائسها لخراب كويتنا المعطاء الآمنة».

لهذا لدي مقالة لاحقة عن التجديد في الفكر الديني منذ ابن رشد في حقبة الحضارة الاندلسية (1126م - 10 ديسمبر 1198م): ولد في قرطبة هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاض، وفلكي، وفيزيائي ,مسلم. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي.ودرس الفقه على المذهب المالكي، والعقيدة على المذهب الأشعري، عشق الفلسفة وبرع فيها.

تأثر برسول الامة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أفلاطون، أرسطو، أفلوطين، الإمام مالك، الشيخ الغزالي، ابن باجة، ابن زهر، ابن طفيل، الفارابي، ابن سينا.

وسنكتب عن مجدد الفكر الديني الامام أبي حامد الغزالي:

لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب «حجّة الإسلام» زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.

(سنبرز دور المتنور محمد جمال الدين الحسيني الأفغاني (1838 – 1897)، أحد الأعلام البارزين في النهضة المصرية ومن أعلام الفكر الإسلامي بالنسبة للتجديد.

له مقولة: «إنني كصقر محلق يرى فضاء هذا العالم الفسيح ضيقًا لطيرانه! وإنني لأتعجب منكم، إذ تريدون أن تحبسوني في هذا القفص الصغير».

وكانت رسالته ان ينير العقل، ويطهر العقيدة، ويبصر الناس بمالهم من حقوق وما عليهم من واجبات).

كما سنكتب عن الامام المجدد محمد عبده 1849-1905

ومقولته الشهيرة حين زار باريس: «وجدت في باريس اسلاما ولم اجد مسلمين، ووجدت في ديارنا مسلمين ولم اجد اسلاماً».

حين اعجب بسلوكيات اهل باريس وحضارتهم، وتضايق من التخبط والفوضى في ديار الاسلام.

ولقد تميز المشروع الفكري التجديدي للإمام محمد عبده في المجال السياسي بالدعوة إلى مدنية الدولة والحكومة، ونفي السلطة الدينية عن الحاكم ومحاربته لوعاظ السلاطين، ليتكسبوا من فتاويهم للسلطان، ومناداته بحرية الفكر من قيد التقليد، وتأكيده على أهمية الحريات السياسية (حرية الرأي والانتخاب والتعبير)، ورفعها إلى مستوى الحقوق المقدسة، هذا بجانب انفتاحه الكامل على الحضارة الغربية وثقافتها التي يرفضها المتشددون والمتزمتون.

كل هذه الأمور دفعت فصيلاً من المثقفين إلى ادعاء أن الإمام محمد عبده من أهم رموز الفكر العلماني في الثقافة العربية الحديثة.

وكان الامام محمد عبده حين يجتمع في حلقات نقاش ويلتقي في ندوات ومؤتمرات علماء الدين وشيوخه، ومع ان هيئته هيئة لبس الازهرية بالعمة والثوب والذقن الا انه كان لا يحبذ ان تكون هيئة رجال الدين بطول اللحى واستعمال السواك وتقصير الثوب ظناً منهم انها هي هيئة الاسلام، «وإن كنت أنا اجدها حرية شخصية»، وهي من تجعل من يتشبه بها يظن انه يتقدم غيره من المسلمين في يوم البعث، وأصبح اليوم من يظهر بهذه الهيئة دلالة على الورع والتقى، وزيد عليها بالزبيبة على الجبهة علامة من علامات الالتزام الديني المحمود، بينما نشاهد كثيراً من شيوخ الازهر الكرام حليقي الذقن والشنب، وكذلك قيادات الاخوان المسلمين في الكويت والعاملين منهم في مجال المال والاقتصاد واصحاب مناصب قيادية في الدولة، نشاهد لحاهم قصيرة جداً مهذبة انيقة متأنقة وساعات ثمينة جداً تحيط بمعاصمهم ونظاراتهم واحذيتهم الراقية من افضل الماركات، ملابسهم وهيئتهم وغترهم المنشاة تسر الناظرين، ويسكنون ما شاء الله تبارك الرحمن في ڤلل فخمة بضواحي الكويت، والاخوان المسلمون يعتبرون انفسهم اليوم حماة الدين الاسلامي وجنوده. وفي الطرف الاخر هناك اخواننا الشيعة المنتمون للجمعية الثقافية، والذين يرون انهم هم حماة الدين الاسلامي وجنوده والذين يتنعمون كأقرانهم من الحزبيين من المذهب السني بخيرات وطنهم ونعمه.

ومن حق كل مواطن كويتي اعتناق المذهب الذي يقتنع به دون التطاول والإساءه للاخر.

«ما سبق هو توطئة لمقالة لاحقة عن التجدد بالفكر الديني».

لا حل لمعضلتنا الطائفية الشائكة سوى أن يتصدى أكاديميون عقلاء من اتباع المذهبين للقيام بمهمة جليلة لتنقية الكتب التي كتبت من الطائفتين في العصر الصفوي، بالبحث والتقصي، وابعاد كل ما هو شاذ لا يتوافق مع المنطق، لخلق فكر يقرب وجهات النظر، وإبعاد كل ما يثير الطائفة الاخرى. ان احد الاسباب الرئيسية لبقاء هذه الكراهية بين اتباع المذهبين هو لمصلحة أئمة ورجال دين من الطائفتين يتكسبون ويزدادون علواً في الشأن لدى اتباعهم كلما زادوا نفخا في نار الطائفية، بينما تزداد بلداننا فوضى وخراباً ودماراً فنخسر ما نحن فيه من نعمة الامن والامان والخير والرفاه والحرية والعدل، وما أشدها من خسارة وما أفدحها من مصيبة.

نحتاج إلى تجديد و»تجدد» بالفكر الديني، فديننا دين عظيم، فهو دين الرحمة والمغفرة والمحبة والتسامح والسلام.

* * *

«يالله انك ترحمنا برحمتك»

قال تعالى: «ورحمتي وسعت كل شيء» الأعراف / 156

قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» الأنبياء / 107

يقول نبي الأمة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه». رواه مسلم (4698).

في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة» مسلم / 6908.

- وعن أبي أَيُّوبَ خَالِدِ بنِ زيد، رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: «لَوْلا أَنَّكُمْ تُذنبُونَ ، لخَلَقَ اللَّهُ خَلقاً يُذنِبونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ » رواه مسلم).

* * *

لمن يتساءل عن سبب عزوفي عن الترشح، خير ما يجسد سبب عزوفي عن الترشح للانتخابات هو

بيت شعر الشاعر العباسي بشار بن برد:

«متى يبلغ البنيان يوماً تمامهُ -

اذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ».

كيف نتمكن من ان نصلح وغيرنا يهدم؟ انها لمهمة مستحيلة.

أستغرب واتعجب كيف لمن يملك إرثاً تاريخياً يبلغ اكثر من ثلاثمائة عام لا يكون قادراً على السيطرة على زمام الامور بحنكة وحكمة وتدبر؟ اين التجارب والنضج السياسي وتراكم الخبرات؟

اذا كان الشيوخ أنفسهم بصراعهم لا يعينون انفسهم كيف يطالبوننا بأن نعينهم؟

المال السياسي يطلق على الاموال التي تُقدم وتنفق لدعم الدول الشقيقة والصديقة من اجل مواقف دولية وانسانية. اما ما يحصل من رشوة انتخابية نسمع ونقرأ عنها، فهو مال افساد سياسي لتحقيق غايات ومآرب ليس لمصلحة تنمية الوطن وتطويره واصلاح أوضاعه.

* * *

فهم البعض خطأ انني سجلت في دائرة الانتخابات وبعدها انسحبت.

خليفة الخرافي لم يسجل للترشح، بل ذهبت لدائرة الانتخابات، مستفيدا من وجود وسائل الاعلام صحافة وفضائيات لإلقاء بيان عن اسباب عدم ترشحي، ولم أقم بذلك الا بعد استئذان مدير ادارة الانتخابات السيد علي مراد، وايضا استأذنت الاخوة الصحافيين بأنني لم اترشح، انما قَدِمت لألقي بيان عدم ترشحي، فهل توافقون على ذلك؟ فوافقوا. وهو البيان الذي نشر في الصحف الاحد بتاريخ 28 - 6 لمن يرغب في الاطلاع عليه.

* * *

● اشكر دكتور خليفة الوقيان لاهدائه كتابه القيم «الثقافة في الكويت»

«بواكير - اتجاهات - ريادات».

* * *

في الجمعة المقبل بإذن الله

سنكتب عن أطماع الدول العظمى في منطقتنا وصراعها على السيطرة من أجل مصالحها، كما سنسلط الضوء على حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب «الوهابية».

* * *

زهيرية لرمضان للشاعر عيسى القطامي:

عالجت نفسـي على العـادات ما طاعـت

أمـرار هـددتـها بالحبـس ما طاعـت

سـايلتـها بـالـرضـا والله ما طاعـت

النفــس هـذي بمـا عـودتـها تعتـاد

أطمــع لهـا بالفضيلـة علّـها تعتـاد

وإحذر تخدعك على الخسه تـرى تعتـاد

أوصيك تصعـد بهـا للعـز إن طاعـت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك