مرشحو الصوت الواحد، عن العجب العجاب بتصريحاتهم ووعودهم وأساليبهم تكتب عواطف العلوي

زاوية الكتاب

كتب 903 مشاهدات 0


سوف.. وأخواتها..!

كَوْني مقاطِعة للانتخابات القادمة.. لا يعني أنني لا أتابع أخبار المرشحين والمرشحات لعضوية مجلس الأمة (المبطل مقدما).. في الحقيقة لم تعد المسرحيات والأفلام تضحكني مثلما تفعل التصريحات التي يرددها بياعو الكلام والوعود والأماني الوردية التي حفظناها عن ظهر قلب، حتى اجدني كثيرا من الأحيان أسبق كلمات المرشح وأتنبأ بما سيقوله قبل أن يدلي به..! فمِن رافعٍ لشعار 'حان وقت الإصلاح' إلى مُطالبٍ بتفعيل الأدوات اللازمة للإصلاح الاقتصادي وإقرار التشريعات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار، مرورا بمُنادٍ بمكافحة غلاء الأسعار، وحل القضية الإسكانية، والاهتمام بالشباب، وإنصاف المرأة الكويتية، وتطوير الخدمات الصحية والعلاجية، وحل قضية البطالة، وإصلاح مسار النظام التعليمي، والتطوير المعلوماتي، وإيجاد حل لمشكلة المرور والازدحام و.. و.. و..! يا بابا.. شبعنا كلاما فارغا لا يستند إلى برنامج واضح المعالم والمراحل والأدوات قابلٍ للتطبيق على أرض الواقع وفق جدول زمني محدد، والأهم من ذلك كله، من أنت منك لُه لُه.. لتقنعنا بأنك قادر على الوفاء بوعودك وتحقيق تلك الأمنيات المعسولة في ظل نظام انتخابي مشوه انتُزِعت منه كل مقومات الديموقراطية الحقيقية وسُلِبت فيه إرادة الشعب ليبقى مجرد واجهة مزيفة تتفاخر بها الحكومة أمام العالم بينما تتخفّى خلفها الحقيقة البائسة، بأنه لا يمكن لمرشح فرد ان يحقق برامج ووعودا بهذا الحجم إن لم يكن مسنودا بحزب سياسي قائم متكامل معلومة مصادر تمويله يتبنى ذلك البرنامج فيطرح ذلك البرنامج للناخبين، ويتبناه هو وحزبه في البرلمان ليكون أمام الشعب مسؤولا عما وعدهم به، وليس الطرح الفردي الكوميدي الذي يحصل الآن..! وكله كوم والمرشح الظريف كوم، حين سأله الصحفيون عن برنامجه فقال والله برنامجي (زاخر) والحمد لله  بالأفكار والتطلعات التي تهم المواطن الكويتي.. ومشى! الحبيب يحسبهم يسألونه عن آخر أنواع التشيزكيك التي نزلت في محله..!  لا.. وذلك الذي يعد الناخبين بأنه في حال نال ثقتهم الغالية ووصل إلى البرلمان فإنه (سوف) يطالب الحكومة بانشاء مدن جديدة متكاملة وسوف ينادي بخدمات صحية ومستشفيات ومجمعات وأسواق لكل مدينة وسوف يقترح إنشاء مجمع وزارات مصغر وجامعة لكل مدينة!! مجمع وزارات لكل مدينة!! يا عمي إنت قد هالكلام؟؟!! والله ذكرني بمسرحية كاسك يا وطن.. حين قابل فيها غوار أحد المسؤولين الكبار ليوصل إليه معاناة المواطنين، فأجابه المسؤول بسلسلة من وعود معلبة من عائلة سوف وأخواتها وبنات عماتها؛ (سوف) نبني مستشفيات،) سـ) نعمّر الكليات، (سـ) نؤمن الوظائف، سـ.. سـ.!

عموما.. (سوف) نظل ندور في تلك الحلقة المفرغة.. و(سوف) نظل شعبا مغشوشا بتلك العملة المضروبة من الديموقراطية.. وسوف يجد المرشحون من يصدقهم دائما ويصفق لهم لاننا حتى بعد كل تلك المهازل التي شابت مسيرتنا البرلمانية وكل تلك الصفعات على وجه كرامة الوطن وإرادة الأمة.. ما زال الكثير منا لم يتعلم الدرس بعد، ولم يدرك أنه في غياب حكومة منتخبة وأحزاب سياسية معلنة وآلية انتخابية شرعية وسليمة.. فكل ما يجري وسيجري هو لعبة سياسية، السلطة ترسم قواعدها وتمسك بخيوطها، وما هؤلاء الساعون إلى الكراسي الخضر.. إلا دمىً.. لا حول لها ولا قوة..!

عواطف العلوي

جريدة الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك