الوقوف نوع من أنواع الجلوس!

الوقوف الطويل يجعلك تتمنى الجلوس بل ربما لا تريد الوقوف بعده من شدة التعب، ولكنه حسب قناعاتي مع فارق التشبيه،  فمثلاً الوقوف في صلاة القيام والتعب الشديد المفتر للعضلات والمرهق للأبدان يجعلك بإذن الله تعالى تجلس في أمنية إبليس ، والوقوف في وجه الطاقات الشابة وسياسة المحسوبية والواسطة المميتة تجعل المجتمع يجلس في مقبرة الفشل والتراجع ، والوقوف في وجه مغتصب الأراضي والمعتدي الأثم الغاشم تجعل الإنسان يجلس في مجلس الأبطال ،والوقوف لكلمات ملامسة للوجدان تجعل القلوب تتشابه مع فارق التشبيه ، والوقوف في مكان أختير لفئة لا تستطيع أن تأتي بقوت يومها لأسباب خلقية لن تستطيع أن تجلس حينها في قلوب من يراك لأنك إنسان وضيع لا تقدر مشاعر الأخرين وحالاتهم.  وفي بعض الأحيان الجلوس على الكرسي المخملي لا يجعلك تجلس في قلوب الناس محبةً بل لأسباب تضمن لهم بقاء حرية الأكل والنوم !

عندما تقف مع أهل الحق ليس بالضرورة أنت تجلس معهم ؛ لأن في بعض الأحيان أهل الحق سلكوا طريقاً غير طريقهم الصحيح ، وهذا ما سيجعلك تقف مع أهل الباطل من حيث لا تعلم ،وعندما تقف مع أشخاص أكبر همهم مصالحهم الشخصية وفساد الحرث والنسل. حتماً ستجلس مع نائب سابق ! إلا من رحم ربي.

كم من المرات وقفنا مع أشخاص تناسوا وقفتنا ليجلسوا مع غيرنا، بل وينكروا ما قدمنا لهم بكل وقاحة وأحياناً يتبعون سياسة الذم بصفة مستعجلة ، فيبدأ بنهش لحمك ليسبقك في أمر أنت لن تفعله بسبب الفارق الشاسع في التربية بينكما ! والوقوف في طوابير لتقبيل الأيادي والأرجل إذا تطلب الأمر من أجل المقابل المادي يجلسك بالتأكيد تحت الأحذية اللامعة!

علينا أن نرى الوقوف والجلوس من منظور آخر مغاير للسطحية التي نعيشها ؛ لذا توجب علينا ارتداء عباءة التفكير بعمق وترك السطحية لأهلها من البسطاء الذين لا يقع عليهم اللوم بقدر ما يقع على الأغبياء من مجتمعي. وفي الختام لدي موقف واقعي لصديق وقف وقفة حق مع صديقه أجلسته خمس سنوات في السجن ، فحاول أن تقف حيث تستطيع أن تجلس أيضاً!

ملاحظة : الوقوف من أجل الوقوف فقط !! يجلسنا في المنفى مع فارق التشبيه!

متعب الديحاني