خليل حيدر يكتب: شوارع كويتية بأسماء الوافدين!

زاوية الكتاب

كتب 1738 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  شوارع كويتية.. بأسماء الوافدين!

خليل علي حيدر

 

هل هناك هدف او رسالة اجتماعية في اطلاق أسماء بعض الشخصيات على شوارع الكويت ومناطقها المختلفة؟
هل ينبغي ان «نخلد» كل شخصية كويتية معروفة، مهما كانت وجاهته ومكانته محصورة في منافعه الشخصية ومصالحه العائلية، ام ان من الشروط المعقولة في ابراز بعض الاسماء والشخصيات ان تكون ممن قدمت شيئا ما للوطن والمجتمع في أي مجال؟
«فلان الفلاني» شخصية كانت معروفة وربما كذلك من ابرز الاثرياء او رجال الاعمال او اصحاب النفوذ. ولكن ماذا قدم لمجتمعه.. خارج مصلحته الشخصية والعائلية؟ اطلاق أسماء الشخصيات الكويتية تحول كذلك الى وسيلة لارضاء مختلف الفئات الاجتماعية وكسب رضاها على الصعيد القبلي والطائفي، ولاشك ان الكثيرين في هذا الوسط يستحقون التقدير ان كانوا ممن تولوا مسؤوليات سياسية او تربوية او ثقافية، او اعطوا المجتمع ما لم يعطه الآخرون، ولست واثقا من ان مثل هذه المقاييس تتحكم في هذا الاختيار دائما ثم ماذا عن المرأة؟ في النمسا اليوم مثلا، مطالب بتحقيق المساواة بين الجنسين في تسمية شوارع العاصمة «فيينا»! وقد اعتمد مجلس حكومة فيينا طلبا ينادي بادخال تعديلات تحقق مساواة بين النساء والرجال، وحسب بيان صحافي ارسله لوسائل الاعلام اخيرا «كلاوس فيرنروبو» نائب رئيس حزب الخضر، فان نسبة تصل الى %92 من أسماء شوارع فيينا حاليا هي أسماء لشخصيات رجالية، مما يتنافى ومبدأ المساواة بين الجنسين الذي يقره الدستور النمساوي. (الشرق الأوسط 2013/6/30) ماذا سنفعل او سيفعل ربما المحافظون والاسلاميون في الكويت ان حملت عشرات اللوحات أسماء نسائية للشوارع في المدينة؟ نحن نقول دائما ان المرأة الكويتية كانت البطلة الحقيقية في سنوات الفقر والغوص والسفر، ومدبرة الحياة وشؤون المنزل طوال فترات سفر الزوج الكادح او التاجر أو «نوخذة» السفينة فهل كوفئت المرأة؟
«حزب الخضر» النمساوي طالب الحكومة كذلك ان تراعي مستقبلا تطبيق المزيد من المعايير عند تسمية طرقات المدينة «بما في ذلك حق المهاجرين في اقتراح اسماء بحكم اندماجهم في المدينة التي اصبحوا جزءا منها، لاسيما ان المدينة تفتخر بكونها مدينة مفتوحة تأخذ مهاجريها في الاعتبار، لا كما يخطط «حزب الحرية» اليميني العنصري، الذي يدعو لمعاملة خاصة تقتصر فقط على من يصفهم بالنمساويين الاصليين، في اشارة واضحة الى ان النمساويين بالتجنس ليسوا اصليين».
ونتساءل هناك: ألم يعط الكثير من المدرسين والاطباء والمهندسين والاقتصاديين والخبراء العرب وغير العرب الكويت عصارة حياتهم وفكرهم؟! ألم يعمل الكثير منهم في ظروف اجتماعية بالغة المحافظة والقسوة، واسهموا في ارتقاء المجتمع الكويتي وترسيخ انفتاحه الفكري والاجتماعي، وفي تميز الكويت في مرحلة مبكرة؟
الا يوجد بين المدرسات الفلسطينيات الرائدات في مجال تعليم المرأة او الاطباء والمهندسين والخبراء والقانونيين الذين قدّموا للبلاد اجل الخدمات، من يستحق ان يحمل شارع ما اسمه.. في السالمية او حولي او الفروانية؟
قد يعجب القارئ كذلك ان طالبنا باطلاق أسماء بعض الشخصيات القبلية على شوارع مناطق بها اغلبية شيعية.. او العكس!
ولاشك ان الحكومة تتعرض للكثير من الضغوط لارضاء الحضر والقبائل والشيعة في مجال اطلاق أسماء الشخصيات على الشوارع، ولكن الا تكرس الطريقة الحالية الانقسام الاجتماعي، وتجعل كل فئة لا تعرف سوى القليل عن شخصيات الجانب الآخر؟
ماذا عن اطباء المستشفى الامريكي الذين عالجوا عام 1920 جرحى معركة الجهراء في ظروف بالغة الحرج، واسدوا بعد ذلك خدمات طيبة جليلة، على مدى نحو نصف قرن، لاهل الكويت؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك