الانتقائية هي المصير الحتمي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. بنظر فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 576 مشاهدات 0


الشاهد

أميركية عربية

د. فاطمة الشايجي

 

يسعدني تفاعل القراء كثيرا، ولكن التفاعل الذي سأكتب عنه لم يخطر لي على بال .فقد وجدته قريبا جدا من إيماني القوي أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو مجرد مواد على ورق ولم ولن يطبق على أرض الواقع، وإذا طبق فالانتقائية هي المصير الحتمي له لأغراض خاصة، لذا أنقل لكم هذا التواصل. لقد بعثت لي سيدة إيميلا أجد أنه من الأفضل في البداية أن أصفها وبعد ذلك أعرض موضوعها ، فالموضوع يتعلق بشكلها الذي يحدد طبيعة التعامل معها. هي سيدة لا أعرفها ولم أرها وجها لوجه، ولكنني استغربت عندما فتحت الإيميل ووجدت صورة لسيدة جميلة تحمل ملامح ناعمة في مقتبل العمر تميل إلى ملامح المرأة الأجنبية.
بعد مساء الخير تبدأ وتقول سيدتي الفاضلة في البداية آثرت أن ابعث لك الصورة لتشاهديها وتعرفي بعد ذلك الموضوع، فأتوقع أول ما تفتحي الإيميل سيتولد لديك انطباع أنني أميركية أو أجنبية، ولكنني عربية مسيحية أحمل الجنسية الأميركية، والموضوع باختصار شديد هو أنني أود أن أبين للعرب قضية مهمة فهم عندما يطالبون بالحرية والمساواة يتخذون من المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تقول لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر.. الخ وما لا يعلمونه أن من وضع هذا الإعلان لا يزال يتعامل بعنصرية ويتخوف من الأصل الوطني والمادة الثانية لا وجود لها على أرض الواقع.
وحكايتي مثال ودليل على ذلك، فنحن أسرة عربية هاجرت من إحدى الدول العربية إلى أميركا أملها أن تعيش بسلام وفي مستوى اجتماعي واقتصادي راق، وكان السبب الرئيسي في تفكير والدي هو أن الدول العظمى أصبحت عظمى لأنها تطبق القوانين، ولا داعي إلى أن أشير إلى أن معظم الدول العربية إن لم يكن جميعها دول لا تطبق القانون على الجميع، بالإضافة إلى أن الديانة تلعب دورا كبيرا في الفكر العربي، ولا تمثل هاجسا في معظم الدول المتقدمة.
ولكن للأسف العنصرية و العرقية لا تزال موجودة وتظهر وتشتد أكثر كلما يوجه الإعلام أصابعه إلى العرب ويصورهم بأنهم إرهابيون وهو الأمر الذي يترك انطباعا سلبيا في نفس الشعب الأميركي ويؤثر على العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع، وقد يعتقد البعض أني أبالغ في هذه المسألة لأن العرب عندما يتوجهون لأميركا للسياحة أو الدراسة ينبهرون بدولة القانون والبعض منهم يشير إلى مدى الحميمية التي يشعرون بها في تعاملهم مع الشعب الأميركي، والسبب لا يرجع إلى تطبيق القانون في هذه الدول، وإنما في التزام العرب بقانون الغرب واحترامه . للأسف نحن العرب نطبق المثل القائل ياغريب كن أديب فقط في دول الغرب ولكن لا نطبقه في وطننا العربي.
أما عن العرقية فتقول إن الإعلام لديهم يصور للشعب الأميركي أن العالم العربي عالم لا يعرف الاستقرار، والعرب ليسوا إلا فئة إرهابية تتسبب في قتل الأبرياء ويجب أخذ الحيطة والحرص عند التعامل معهم وهو الأمر الذي يجعل الأميركيين يخافون من التعامل مع العرب بأريحية أكثر، والمشكلة التي تصادفني هي أن شكلي يوحي في البداية أنني أميركية، ولكن بعد معرفة أن أصلي عربي رغم أني مسيحية يختلف معي التعامل، وأصبح بنظرهم هاجسا يشكل خطرا عليهم .
كانت المشكلة التي تواجهنا في بلادنا العربية أننا مسيحيون، الآن المشكلة التي تواجهنا في دول الغرب هي أننا عرب: فأين حقوق الإنسان أيها السادة؟

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك