الكويتية ومسلسل الفساد
زاوية الكتابكتب يوليو 13, 2013, 4:30 م 1106 مشاهدات 0
في إطار مسلسل الفساد الذي لا يتوقف في هذه المؤسسة الوطنية العريقة ألا وهي الخطوط الجوية الكويتية والتي طالما نشدنا فيها الأمل أن تظل صرحا عظيما تضاهي مثيلاتها من مؤسسات الطيران المدني .
فما ان تعد بنا الذكريات ونبحر في غمار الماضي متذكرين ما جمعنا من رحلات علي متن هذه الخطوط، وما كانت فيه من رونق جعلها دائما لنا محل عزة وفخر بأنفسنا أننا أبناء لهذا الوطن الذي يمتلك هذا الاسطول الملاحي المتميز.
أما وأن تمر سنوات ليست بالكثيرة ونري أمامنا ما وصل إليه الحال بهذه المؤسسة الوطنية إلي ما ألت إليه من نزيف وإهدار مستمر للمال العام ومعاناة وأزمات لا تتوقف واحدة تلو الأخري، فهل هذا بالمعقول!
فمن اسطول عفي عليه الزمن وتهالك ومسلسل أعطال مستمر لا يتوقف وتغيير في مواعيد الرحلات أكثر من مرة دون مراعاة لما قد يكون وراء المسافرين من مواعيد لا تحتمل التأخير، أضف إلي ذلك ما قد يصيب الطائرة من أعطال مفاجأة أثناء الإقلاع، فعلي سبيل المثال الذي حدث مؤخرا في الطائرة التي أقلعت من الكويت إلي القاهرة وإذ يكتشف أن هناك نافذه مكسورة بها فتعاود الطائرة أدراجها مرة أخري وكذلك ماحدث يوم الخميس الماضي في الطائرة القادمة من مطار ترافاندرم في الهند – رحلة رقم 332 KU- والتي تعطلت إحدي محركاتها أثناء الاقلاع مما نتج عنه تعطل الرحلة لمدة يوم كامل، وغيره من كم أعطال لا يتوقف.
وبعيدا عن ما إذا كان ذلك بفعل فاعل أم نتيجة سوء إدارة أو أننا أمام فساد حقيقي أم مصطنعا بغرض اضعاف هذه المؤسسة العريقة إلا أن الحقيقة الوحيدة الباقية هي أننا أمام كارثة بكل المقاييس.
وقد تأخرت الخطوط الجوية الكويتية كثيرا في إعادة الهيكلة دون مبرر مما جعل أكثر من 60% من طائرتها غير صالحة للإستخدام الأمر الذي كبدها الالاف الدنانير خسائر شبه يومية، ذلك في الوقت الذي تطالعنا فيه الصحف بأن الحكومة الباكستانية خصصت 70 مليون دولار للخطوط الجوية الوطنية الدولية فورا وذلك بعدما تأكدت أن أكثر من 70% من طائرتها صالحة للاستخدام حيث تعتبر الحكومة الباكستانية خطوطها الجوية وسيلة استثمار يجب الاهتمام بها وضخ الأموال فيها بإستمرار لتحقيق الأرباح.
ونري أن تطوير وتحسين أداء هذه المؤسسة لا يتوقف علي التعاقد علي اسطول جديد فحسب كالذي تم إبرامه مؤخرا مع شركة ايرباص لشراء 25 طائرة مقابل 850 مليون دينار ، فما فائدة تحديث الاسطول مع بقاء الفساد المالي والإداري .
إننا أمام رغبة باتت ملحة لغلق باب معلوم من أبواب الفساد وإعادة هيكلة كاملة للمنظومة إداريا وماليا وتقنيا وذلك حتى تعود الكويتية كسابق عهدها فخرا للوطن والمواطنين.
يعقوب الصانع
تعليقات