هل سينتهي المسلسل الاميركي في منطقتنا العربية؟.. الشيباني متسائلاً

القبس

متى سينتهي المسلسل الأمريكي...؟!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

سواء اتفقنا مع جماعة الاخوان المسلمين او اختلفنا معها، حكموا او أُبعدوا عن الحكم، فهل سينتهي المسلسل الاميركي في منطقتنا العربية؟ فالقادم أشر وأنكى! فإذا كان الخلاف في مصر على رئيس حاكم مرّت عليه سنة، ففي سوريا هناك إبادة جماعية لشعب اعزل على مدى سنتين ونصف السنة، هناك الشعب يقتل بالصواريخ والطائرات والمدافع الرشاشة والاغتصاب والنحر للنساء والرجال والاطفال، والتهجير بعد هدم البيوت ونهب الممتلكات و.. و.. هناك وصلت اعداد القتلى الى 100 الف قتيل وملايين المهجرين وعشرات آلاف من المفقودين والمعتقلين!

هو مسلسل اميركي لن ينتهي، واذا انتهى فاحسبوا ان اميركا سقطت وانتهت! اين الرئيس انور السادات، الذي اعطى اسرائيل ما لم تحلم به؟ من قتله؟! اين الرئيس حسني مبارك ونجلاه، الذين حكموا مصر ثلاثين سنة؟ اين هم الآن؟ كيف استغنوا عنهم وفي ايام؟ هم الذين خدموهم خدمة ربت على خدمات السادات لهم! بل اين القذافي وبن علي وعلي صالح وصدام حسين وآخرون من حكام هذا العصر، عرباً كانوا او غير عرب؟ أليس كل اولئك كانوا يخدمون الامبراطورية الاميركية عن قرب او عن بعد، في السر وفي العلن؟ ماذا فعلت بهم اميركا؟ بل لماذا تفعل بهم هكذا؟! كل هذه قضايا لا يفهمها رجل الشارع البسيط من اصحاب العقل الجماعي! بقي في الشارع محمد البرادعي، الذي كان وما زال يسوق لنفسه على انه رجل المهمة الصعبة او المرحلة الاصعب! هل هو كذلك بالفعل؟ ام المسلسل الاميركي اللانهائي يريدونه هكذا؟! اكثرت في مقالتي من علامات الاستفهام والتعجب، لاننا كأمة عربية شعوبا وحكاما نعيش اوقات الاستفهام والتعجب، وليس التفكير والتأمل، لان المسلسل الاميركي لا يعطيك مجالا لهذا او ذاك، بل لا يعطيك المكان الآمن الذي تفكر فيه وتتأمل! ولماذا يعطيك ذلك؟ هو يريد السرعة والتغيير بخططه المعدة والجاهزة سلفا للزمان والمكان والممثلين من الرؤساء والشعوب والادوات التي تحرك الجميع!

كما نحن نريد ان نعيش في زمان ومكان آمنين، كذلك اميركا تريد ذلك، وترى ان امنها وامانها وحاضرها ومستقبلها، اي ان بقاءها بشكل عام، هو هذا العبث والتحريش وبث الصراع هنا وهناك!

ستتوالى المصائب على امتنا، كما سيتوالى الحكام، وستسقط دول اخرى، وستستباح حرمات اخرى تشبه سوريا او اقل منها، المهم ان يمر المخطط.

تذكروا الدم السوري، بل سوريا كلها بخيلها وخيلائها، لماذا جرى لها كل ذلك؟! والله المستعان.

• • •

• أميركا.

«يالك من قنبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت ان تنقري»!