عن الاهتمام بآسيا!.. يكتب شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 552 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  الاهتمام بآسيا

د. شملان يوسف العيسى

 

رغم حقيقة أننا عرب آسيويون الا ان توجهنا ودراسة طلابنا وتجاربنا وسياستنا في معظم الحالات متجهة تجاه الغرب الذي استعمرنا لمدة طويلة، بالامس تم الاعلان عن نتائج الثانوية العامة ونشرت وسائل الاعلام صور مقابلات الطلاب والطالبات المتفوقين يسردون فيها اسباب نجاحهم وطموحاتهم المستقبلية للدراسة ولم اجد واحدا من الطلاب فكر في تكملة دراسته الجامعية في اسيا او تحديدا في الجامعات اليابانية او الصينية او الهندية او الجامعات الكورية الجنوبية وغيرها من الجامعات المرموقة في دول النمور الآسيوية.
السؤال: هل لدى الحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي خطة واضحة لكيفية الاستفادة من الطلبة المتفوقين للدراسة في الدول الآسيوية حتى نستفيد من التجربة الآسيوية في النهوض والتنمية بعيدا عن النموذج الأوروبي - الأمريكي؟ مضى علينا اكثر من سبعين عاما ونحن نبعث طلابنا للدراسة في الولايات المتحدة والدول الغربية والدول العربية ونادرا ما نبعث طلابنا للدراسة في آسيا.
العالم اليوم تغير واصبحت الاقتصاديات الآسيوية تقود عالمنا المعاصر فالاقتصاد المزدهر في كل من اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول الآسيوية تحتم علينا ان نبعث طلابنا للدراسة في اسيا خصوصا في مجال الاقتصاد والمعلوماتية في الهند والصين.. هل يعقل ان لا يكون في بلدنا اناس متخصصون في اللغة اليابانية والصينية والهندية وغيرها من اللغات؟
اذكر جيدا عندما كنت طالبا في الولايات المتحدة كان زملائي من الطلاب الاجانب معظهم اسيويون وكانوا يجدون صعوبة في النطق باللغة الانجليزية، لكن عندما تأتي الامتحانات في مجال العلوم والرياضيات والكيمياء وغيرها.. كان الطلاب الآسيويون كوريا - الصين - الهند - اليابان - هم الطلبة المتفوقون دائما، وهذا يعود الى طبيعة التعليم الجاد لديهم ، اليوم اصبحت الجامعات الاسيوية تنافس افضل الجامعات في الغرب حتى ان احدى الجامعات الهندية المرموقة.. الطلاب الذين يرفض قبولهم في الجامعة يقبلون بسهولة في افضل الجامعات الغربية مثل معهد او جامعة M.I.T وهارفرد، بمعنى ان الجامعات الاسيوية تفوقت على الجامعات الغربية في مجال العلوم والرياضيات والهندسة..
القيادة السياسية في الكويت اطلعت على النهضة الآسيوية فقد قام سمو الامير وسمو رئيس الوزراء باكثر من زيارة لآسيا للاطلاع على نهضتهم واعجبوا بالتطور والرقي في هذه الدول، وقد وقعت عدة اتفاقيات لتوثيق العلاقة، هل توجد ضمن هذه الاتفاقيات تعليم ابنائنا المتفوقين في آسيا؟
دول العالم تسارع لفتح مكاتب تجارية وثقافية بآسيا ومنهم دولة الامارات وقطر والسعودية.. هل لدينا مكاتب ثقافية وتجارية في اسيا؟ وما هي اعداد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الصين واليابان والهند وكوريا على نظم المعلومات المتطورة في هذه الدول؟
واخيرا اذا كنا فعلا جادين في تطوير اقتصادياتنا وفتح بلداننا للعالم لماذا لا نبعث طلابنا للدراسة هناك لعل وعسى ان يكون طلابنا دقيقين في عملهم مثل اليابانيين. ويعملون بجد واخلاص مثل الصينيين (14 ساعة باليوم للعمل) وان تكون لهم عقلية منظمة في المعلوماتية مثل الهنود.. المهم لا يعودون الينا وكلهم كراهية للغرب مثل طلابنا الذين يدرسون في الغرب أخيرا.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك