'فضائع وفضائح تربوية' تتناولها عواطف العلوي

زاوية الكتاب

كتب 1992 مشاهدات 0

عواطف العلوي

نواة جامعة جابر.. خربانة..!
قبل شهرين بشَّرنا وزير التربية والتعليم العالي نايف الحجرف بأن جامعة جابر ليست (بيض الصعو) ولا طير (العنقاء) ولا وهمًا من نسج الأساطير كما كنا نتخيله في المئة عام الماضية.. بل هي حقيقة، وستبدأ الدراسة فيها اعتبارا من سبتمبر المقبل، وستكون كلية التربية الأساسية هي النواة لها بتخصصاتها الموجودة حاليًا.
وهنا مربط الفرس.. كلية التربية الأساسية.. تلك المؤسسة التعليمية التي تعد من أهم الصروح الأكاديمية العالية في الكويت.. والتي يعتمد عليها البلد في توفير الكوادر التعليمية والتربوية لمدارس أبنائنا وبناتنا..!
لا أدري إن كان الوزير على علم بما يقع في تلك المؤسسة منذ سنوات من تخبط إداري ومخالفات واختراقات للنظم واللوائح في عمادة الكلية وسط صمت ولا مبالاة غريبين بل مريبين من قبل الإدارة العامة لهيئة التعليم التطبيقي، ممثلة بالدكتور عبد الرزاق النفيسي الذي سبق له أن صرح فور توليه هذا المنصب بأنه يتطلع للعمل بصورة (جماعية) لتطوير العملية التعليمية داخل أسوار الهيئة.. بينما أثبت واقع ممارسته أنه ابن شرعي للسلطة الحالية.. مركزية وتفرد بالرأي وإقصاء لرأي الآخرين!
لن أسهب في تناول الفساد والفراغ الإداري والفوضى التي تعيشها الهيئة برمّتها، فالصحف اليومية والمحاكم تغص بنماذج من تلك التجاوزات؛ مسميات وظيفية مخالفة للهيكل التنظيمي للهيئة، تعطيل لملفات التعيينات، واسطات ومحسوبيات في لجان البعثات تم عبرها منح بعثات لغير مستحقيها وحرمان مستحقين منها، قرارت تكليف في القطاع لأكثر من سنة، عمداء كليات انتهت مدتهم القانونية منذ زمن، ولم تقم الإدارة بتجديد العمادة، علمًا أن المنصب الأكاديمي في الهيئة يجدَّد كل سنتين وبحد أقصى لأربع سنوات، بينما الواقع يطبّق (النظام العربي في الالتصاق بالكرسي)!
ويكفي أن أدلل على تلك الفوضى بالكتاب الذي وجهه ديوان الخدمة المدنية للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عن تدهور الأوضاع الإدارية في الهيئة وعدم وجود هياكل تنظيمية لقراراتها التخبطية!
هذا عدا تغيير درجات الطلبة والذي يتم أحيانا باعتماد عميد الكلية دون الرجوع لأستاذ المادة، والشكاوى المتكررة من عدم توفر أغلب الكتب الدراسية للطلبة في أكثر من قسم لأكثر من ثلاث سنوات، أيعقل هذا في مؤسسة تعليمية عالية؟!
سأركز هنا على القضية التي ثارت مؤخرا في كلية التربية الأساسية، قسم علوم المكتبات والمعلومات، لتعرفوا أن سر البلاء كله في العمادة وليس من الأقسام العلمية الملتزمة باللوائح والنظم.. حيث فوجئ الطلبة بقيام العمادة بإغلاق مقرر صيفي تم طرحه منذ شهور في الجدول المقرر باعتماد من إدارة الكلية، وبعد أن استمر الطلبة بالدراسة فيه لثلاثة أسابيع وقاموا بتسليم واجباتهم وتكليفاتهم وشارف على الانتهاء! هكذا! أُغلِق المقرر دون الرجوع إلى رأي القسم العلمي ما يعد تعديا واضحا على خصوصيات القسم ومخالفة صريحة للوائح والنظم وإضرارا بليغًا بالطلبة الذين لا ذنب لهم في تلك المحسوبيات والمصالح بين الدكاترة، علمًا أن الشعبة تتضمن طالبين خريجين ما يعني عدم جواز إغلاقها لأي سبب كان، لكنها أغلقت بتعنت العمادة، وباءت بالفشل كل محاولات رئيس القسم لمعرفة الأسباب وراء الإغلاق. وحين حوصرت العمادة بضغوط شعبية وإعلامية أعادت فتح الشعبة بعد إسنادها لعضو هيئة تدريس آخر بالقسم مكتمل النصاب لم يقم بتدريس المقرر من قبل ودون موافقة القسم العلمي أيضًا ولا إخطاره أو إحاطته علمًا، وكلها مخالفات وخرقا صارخا للنظم، وتجاهلا ومسًّا بالمكانة الأكاديمية للقسم العلمي بشكل لا يستوجب الإحالة للتحقيق فحسب بل ورفع قضية في المحكمة على العمادة والإدارة العامة للهيئة وحتى لجان الجداول المتورطة في الموضوع..!
يبدو أن مشكلة العميد أنه يظن نفسه في وزارة من الوزارات الحكومية التي اعتاد أصحاب المناصب فيها على الاستهتار بالقوانين والنظم وإحياء الشللية وإشعال الحزازات لتحقيق مصالح وقتية..!
لا يا بابا.. هذا صرح أكاديمي له احترامه وهيبته التي يفترض بك كعميد صونها والمحافظة عليها.. لا كسرها والدوس ببطنها..!
معالي وزير التربية الشاب.. لمعلوماتك هذا ليس الخرق الأول من نوعه في الهيئة، بل هو حلقة من سلسلة طويلة جدا يعاني منها كل من يعمل بإخلاص ونزاهة فيها..!
وكما أسعدتنا بحزمك في تطبيق القوانين والعقوبات على من ثبت تورطهم في حادثة الغش الجماعي التي وقعت مؤخرا وقمت على أعقابها بتطيير رؤوس كبيرة لم نكن نظن أنها ستتزحزح عن كرسيها للعشرة عقود القادمة، أكمل صنيعك، وكن رجل الساعة، وانفض الهيئة مما يعلق بها من شوائب وأتربة وحزازات وشللية وخروقات، لتبدأ الجامعة الجديدة التي تحمل أعز اسم على قلوبنا على نظافة، لا تقتصر على البنيان، بل البشر.. وهُم الأهم.!
عواطف العلوي

كتبت - عواطف العلوي

تعليقات

اكتب تعليقك