'واضح'.. محمد الدوسري واصفاً موقف المعارضة من الصوت الواحد
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2013, 12:49 ص 647 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / شراء الصوت الواحد طائفيته
محمد مساعد الدوسري
لا يغيب عن ذهن أي أحد منا ما جاء في حكم المحكمة الدستورية من فوائد لنظام الصوت الواحد في الانتخابات، وكيف أنه يضمن الوحدة الوطنية ويحمي الديمقراطية الكويتية ويعزز حقوق الأقلية، وهي أمور جاءت في حيثيات الحكم كحجج لاعتماد النظام وتحصينه دستوريا، بالإضافة طبعا لاعتبارات المصالح العليا للدولة التي لم يتم الكشف عنها.
وبحسب الأخبار الواردة في الصحف، فإن أسعار الصوت الواحد تجاوز الألف دينار في الدوائر كافة، وناهزت الألفين في دائرتين على الأقل منها، وهو ما يفتح الباب واسعاً لحقيقة نزاهة هذه الانتخابات، وحقيقة تمثيل نواب هذا المجلس للشعب الكويتي، علما أن عملية الشراء على نظام الصوت الواحد في دوائر كبيرة هي الأنجع والأسهل لكل طامع في الوصول إلى المقعد البرلماني.
وبخلاف ما يتردد عن شراء الأصوات، نجد أن الانتخابات الفرعية قد ازدادت وتيرتها بشكل كبير، بحيث أقامت مجاميع قبلية وعائلية وطائفية هذه الانتخابات الفرعية للمرة الأولى، وذلك بفضل نظام الصوت الواحد في الدائرة الكبيرة، الذي يعزز من هذا الأمر الآن ومستقبلا، بعد أن كادت هذه الانتخابات الفرعية أن تتلاشى، أو كانت في طريقها لذلك، خصوصا في الانتخابات الأخيرة التي أقيمت بنظام الأصوات الأربعة.
الفرز الطائفي الشديد الذي نتج عن هذا النظام واضح للعيان، بل أن تحول البعض من المقاطعة إلى المشاركة قد جاء بسبب التأجيج الطائفي بناء على ما أنتجه الصوت الواحد «المعزز للوحدة الوطنية» بحسب ما جاء في حكم المحكمة الدستورية، وكل هذا يكشف لنا عن الورطة الكبيرة التي وضعت الحكومة نفسها فيها، ووضعت الجميع معها في ذات الورطة.
الموقف لدى المعارضة واضح، كما هو لدي شخصياً، المسألة لا تقتصر على الصوت أو الأربع الأصوات، بل هي مسألة إرادة شعب تم تجاهلها في سبيل تحقيق الحكومة لمآربها، إلا أنه وبالإضافة لذلك، فإن كل ما تتحجج به الحكومة وحلفائها من نجاعة هذا النظام سقط سريعاً، سواء في الانتخابات الماضية أو الحالية، وهو ما يدفعنا للتمسك أكثر وأكثر برفض مثل هذا التدخل في إرادة الأمة، فكيف نأمن أن نسلم أنفسنا لحكومة تفرض مثل هذا النظام، وهي لا تعرف حجم التزوير للإرادة الشعبية من خلاله، ولا تعرف ضرره الكبير في تفشي الانتخابات الفرعية القائمة على الطائفة والقبيلة والعائلة، ولا تتلمس خطر تأجيج الطائفية بسببه؟.
تعليقات