مبادئ رؤية لتغيير واقع البلاد ( 1-5 )

زاوية الكتاب

كتب 681 مشاهدات 0

محمد سعود البنوان

لا يخفى على عاقل فضلا عن متابع للواقع السياسي العام في الكويت حالة الاندثار الحقيقي وغياب الرؤى الفاعلة لتحقيق تنمية ضمن خطط طويلة او قصيرة الامد تكفل بعد الله عز وجل حياة كريمة لشعب يزيد عدده عن مليون بقليل ويمتاز بوفرة فائضة في الاقتصاد وان كانت الادارة الغير حكيمة و المعتمدة على مبدا الديمقراطية سببا رئيسيا ان لم يكن وحيدا في هذه الازمة فان من لوازم استمرارية عجلة التنمية عدم حصرها في القرارت المتخذة من الاداريين المعينين بل يجب ان يكون لافراد الشعب دور فاعل في تحسين وتوجيه وتعديل سير هذه العجلة كل حسب استطاعته وقدرته وعلى هذا فان جوانب التنمية التي لا بد من اخذها بعين الاعتبار تكمن في امرين اثنين الاول هو التنمية البشرية ولها جوانب متعددة والثاني التنمية الاقتصادية المتفرعة من التنمية البشرية حيث ان مخرجاتها هي مقوم اساسي في ادراة ونجاح عجلة الاقتصاد فدون افراد مهيئين لا يمكن باي حال من الاحوال اقامة اقتصاد متين يمكن الاعتماد عليه

ولا يختلف اثنان على ان جوانب النفس البشرية تختلف باختلاف مفاهيمها وقدراتها فلا يمكن لاي مدير ان يقيم جميع موظفيه طبقا لمبدا واحد نتيجة للاختلاف الحاصل من جوانب متعددة بين اولائك الموظفين وعليه فان على الدولة ايضا الا تقيم جميع افرادها طبقا لمبدا واحد بل ان تنميهم كل حسب استطاعته وقدرته مع العدل بينهم امتثالا لقول الله تعالى :' ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى '' وتنمية الافراد بالجانب الروحي الايماني هو الاساس في اي تنمية بشرية فلا يمكن ان يعتمد في الادارة او الصناعة او التربية على شخص يفتقد للمبادئ المستخلصة من عبق الدين والقائمة على مبدا العدل واحسان العمل وتجنب الفساد والرشوة بل ان اهمال هذا الجانب قد يوفر اشخاصا اكفاء في اعمالهم المادية سيئين في جانبهم الاخلاقي الابداعي مما قد يؤدي الى تكوين مجاميع مافيات تعتمد على الرشوة والغش والخداع والاختلاس مبدا لها في العمل كما قد توفر جيلا من الاداريين والعمال كسولا لا يراعي حرمة لوقت العمل ولا يهتم باتقانه على المرجو منه مما يعيق عجلة التنمية الاقتصادية القائمة على الافراد كما ذكر انفا فان تم عقد عدد كافي من الدورات الدينية للمقبلين على الوظائف القيادية المؤثرة في العجلة الاقتصادية فضلا عن الوظائف الادارية الاخرى فان هذا الامر سيكون اساسا متينا يمكن من خلاله بتوفيق الله تعالى بناء صرح شامخ لاقتصاد الكويتي ثم ان تقسيم المتقدمين للوظائف الادارية طبقا لمبدا معدلاتهم الجامعية او اماكن حصولهم عليها ليس بسديد فالمهارة والاتقان في الاداء لا تعتمد فقط على الجوانب المعرفية بل تعتمد كذلك على المهارات الفكرية والثقة بالنفس وجوانب الابداع وهذا الامر لا يمكن ان يتحقق بوجود شهادة قد لا تكون مستحقة في بعض لاحيان وعليه فان المقابلات الشخصية للمتقدمين للوظائف الادارية وتنميتهم وفقا لمهاراتهم بعد الكشف عنها سيكون بإذن الله تعالى عاملا رئيسيا في الابداع الوظيفي ومؤثرا في الجانب الانتاجي والاقتصادي ثم ان التنمية البشرية لا يمكن حصرها كذلك في السلك الوظيفي الاداري دون العمالي فتطوير مهارات العمال وان كان ذلك قد يكلف اقتصاديا حيث ان الاعتماد سينصب في هذه المرحلة على وجود ايدي عاملة مدربة ات مهارة بدلا من تلك قليلة التدريب او معدومته فالجانب الصناعي على سبيل المثال لا يمكن اغفال دور العمالة الماهرة المدربة به في سرعة الانتاج ووفرته وجودته بينما يبقى الجانب الاداري بمهمات اشرافية مسؤولة احترافية لتسهيل سير العمل فاقامة الدورات التدريبية للعمالة قليلة المهارة لكسب الخبرة او احضارها من الخارج سيكون له بتوفيق الله اثر كبير على تطوير قطاعات كثيرة في المجتمع ان تم وفقا للضوابط الشرعية كما سيكون له بإذن الله دور في تطوير عجلة الاقتصاد ...

يتبع بإذن الله

 محمد سعود البنوان

 

الآن -رأي :محمد سعود البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك