رمضان ولجم الاستهلاك بقلم محمد العثيم

الاقتصاد الآن

920 مشاهدات 0

السلع الرمضانية

رمضان ثقافة إسلامية متكاملة، يختلف المسلمون في تفاصيله لكنهم لا يختلفون في عمومياته، ولذلك يبدو السلوك الرمضاني في النوم والغذاء والعبادات، متشابها في كل أقطار المسلمين، وفي الحقيقة لا أرى في هذا الاتفاق السلوكي الرمضاني، ما يوحد المسلمين في عادات وسلوكيات متشابهة لحد التطابق والتوافق حتى لو اختلفت لغاتهم وعاداتهم السلوكية في غير رمضان، فإلى أي مدى نحن مستفيدون من هذا التشابه السنوي.

أكثر من هذا أننا، كلنا ولله الحمد نستقبل رمضان الكريم بنوايا طيبة في تجديد حياتنا، وبنية طيبة في نبذ عاداتنا السيئة، ويغمرنا شعور برغبة مساعدة الآخرين، بعضنا تتحقق نواياه الطيبة وبعضنا تبقى نوايا طيبة وقد يعجز عن تجاوز عاداته، وقد تشغلنا متغيرات رمضان عن الوفاء بوعودنا فيمر رمضان سريعا دون أن نفعل شيئا يجعل رمضان هو ما يستحق التغيير للأفضل.

خاطرة أخرى مرت بي أن شهر رمضان الكريم فاصلة مهمة في حياتنا نسعى فيه للتغيير في معيشتنا وسلوكياتنا الرتيبة التي عايشناها عاما كاملا، وفي يوم واحد يكون جدول حياتنا، وطعامنا وشرابنا ونومنا ويقظتنا حتمي التغيير، فماذا يقول درس التغيير لنا في حقيقة حياتنا المستمرة وليس في رمضان.

فرغم ميلنا الفطري للسكون والدعة والرتابة والخضوع للعادات الجيدة والسيئة رغم هذا فسنة الحياة التغيير وليس الثبات، ودرس التغيير الرمضاني يقول إن التغيير فيه خير لنا في حياتنا، وأن كثيرا من عاداتنا ضرر لنا، وجمود لا نحس ضرره إلا في فاصلة تغيير مثل شهر رمضان الكريم.

أخيرا ومع الأسف الشديد فروحانية الشهر الكريم وزخمه الديني الجميل يقفان عاجزين عن التأثير في أسوأ سلوكياتنا وهو الاستهلاك المفرط، وهو أسلوب حياة يبدأ قبل رمضان بأيام ويستمر إلى ما بعد الأعياد، حيث الإفراط في الشراء الغذائي، والكمالي لمناسبة رمضان ثم الإسراف في شراء الملابس للأعياد وهذا السلوك الاستهلاكي حوّل رمضان إلى سوق للبيع وموسم تجاري بدل أن يصير موسما روحيا نتجه إليه بزهد العابدين.

إن لجم شهوة الاستهلاك هي رمضان فمن انتصر على نفسه وصام عن طعامه وشرابه فجدير به الصيام عن عاداته السيئة، وأولها الاستهلاك المفرط الذي حول رمضان إلى شهر تجاري بامتياز، وأفقده روحانيته.

الآن - الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك