مايحدث في مصر أبعد من ' مرسي ' برأي ناصر المطيري

راقبوا المشهد وأبعاده

ناصر المطيري

ما يحدث في مصر ابعد من «مرسي» وأوسع من مصر لأن الصورة بمجملها لها ابعاد اخرى لذلك علينا النظر للمشهد العربي والشرق اوسطي كاملا لندرك اللعبة وقوانينها القادمة.   أقول ذلك وأنا على قناعة بأن سقوط حكم الاخوان المحتمل في مصر سيقلب الصورة في المنطقة وذلك بالنظر الى تشابك الأحداث وتقاطع مصالح القوى الاقليمية والدولية في الخليج وسورية والعراق.   ما يحدث لعهد محمد مرسي الذي يحتفل بعامه الأول في الحكم بمظاهرات ثورية مضادة للثورة التي وصل على اثرها الاخوان للحكم، ما يحدث امر ليس عبارة عن ردة فعل او امر عارض بل هو مرسوم ومدبر ومقدر، وهناك من يغذي تلك الثورة المضادة من اجل ترتيب الأوراق الاقليمية في المنطقة للتعامل مع الواقع الجديد الذي افرزه الربيع العربي والذي حمل التيار الاسلامي وخاصة الاخواني الى سدة الحكم في بلدان الربيع العربي.  

انها معركة كبيرة يتداخل فيها بؤس الداخل وتناقضاته، وحضور الخارج الكاره لربيع العرب ولدور مصر المحوري  الذي بالفعل بدأ يضعف، وليس خافيا ان اسرائيل متأثرة بالوضع الشرق اوسطي الجديد وهي معنية بالمتغيرات القادمة على خريطة المنطقة العربية.   الخارج المصري ومحيطها العربي والخليجي ليس بعيدا عن تداعيات المشهد المصري، فاللغة العدائية التي تبنتها بعض الدول العربية ضد الاخوان تمثل توجها عربيا مضادا للثورة المصرية ومخرجاتها، ومن الجانب الايراني يأتي التأثير ايضا،   اذ لا تريد طهران للإسلاميين ان يكون لهم دور وحضور في اكبر دولة عربية. ما يجري في مصر - تماما كما هو حال ما يجري في سورية- هو صراع على المنطقة برمتها، حتى لو لم يدرك البعض في الداخل المصري ذلك، ولا يعرف الى اين تتجه الأمور في ظل هذه المأساة التي تستمر امام عيوننا، ويدفع ثمنها الجميع..  ونعود في خلاصتنا لما بدأنا به هذه السطور.. القضية ليست كرسي مرسي بل للمشهد ابعاد وزوايا اخرى قد تتجلى بعضها ونشاهدها في الأيام القادمة او نحتاج الى بعض الوقت لكي تنضج الطبخة الدولية على نار الطائفية ونشر خطاب الكراهية بين اوساط الشعوب العربية من اجل تحقيق مآرب الكبار في المنطقة، لذلك نقول دققوا النظر وراقبوا المشهد القادم.