هل يعلم الكويتيون بخروج العراق اليوم من الفصل السابع؟
عربي و دولييونيو 27, 2013, 12:15 م 2664 مشاهدات 0
في العلاقات الكويتية العراقية نجد ان الجغرافيا أقسى من التاريخ، فرغم كل الازمات التاريخية بيننا إلا ان الجغرافيا تذكرنا بجلافة بان الجيرة دائمة وتحمل ما قد يأتي به المستقبل من طموح الطغاة وغدر الجيران . وعلى طرفي الحدود العراقية الكويتية يتشكل اليوم مزاجين مختلفين بانتظار قرار مجلس الامن الذي سيجتمع اليوم ليقرر بقاء او خروج العراق من الفصل السابع. المزاج العراقي القائم شعرت به من مداخلة هاتفية اجرتها معي اذاعة من بغداد تقوم بالتحضير للاحتفالات وتتحدث عن يوم وطني بخروج العراق من الفصل السابع وحصوله على سيادته الكاملة و التعامل مع العالم كدولة مستقلة . اما المزاج الكويتي فغير مبال او لايعرف ماذا يجري في اروقة الامم المتحدة حيال هذا الموضوع.
إن خروج العراق من طائلة الفصل السابع يحسب للدبلوماسية العراقية والمفاوض العراقي، لكنه لايعد انتكاسة للدبلوماسية الكويتية ، فقد كانت الكويت من المرحبين بخروج العراق من دائرة الفصل السابع بشرط التزامه بقرارات الامم المتحدة وتحقيق خطوات جادة في مجال صيانة العلامات الحدودية بناء على قرار مجلس الأمن رقم 838 لسنة 1993 وتسليم رفات الشهداء وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني، ولعل خير دليل على حسن نية الكويت حضور امير البلاد المفدى قمة بغداد ، ثم زيارة معالي رئيس مجلس الوزراء لبغداد وتوقيع ست اتفاقيات تعاون .
قد يقرر مجلس الامن اليوم خروج العراق من الفصل السابع وإخضاع الخلافات المتبقية بين العراق والكويت إلى البند السادس من ميثاق المنظمة الدولية بدلا من السابع، بمعني التحاور السلمي المباشر.ولا ضرر على الكويت في ان يقدم العراق نفسه للعالم منذ الآن كشخصية أخرى غير التي عرفناها في سحنة قاسم وصدام .لكن على إخواننا في بغداد ان يعرفوا ان من يقف في وجه خروج العراق من الفصل السابع هم العراقيون انفسهم وليس أهل الكويت ومن ذلك :
-هناك من يرى ان تسليح الجيش العراقي وإعادته لسابق عهدة هو خطر على الاكراد في غياب ضمانات تحميهم من الاضطهاد والابادة.
-كما أن الخروج من الفصل السابع إنجاز سيقوي المالكي وحكومته وتياره وفكرة الموالي لمحور طهران-دمشق ، وهو نصر على خصومة سيجعله يستثمر هذا الفوز بتطرف اشد.
-لايعني خروج العراق من الفصل السابع الرفاهية المباشرة للمواطن العراقي، بل إن هناك من يرى ان انكشاف المظلة الاممية لمجلس الامن عن الاموال العراقية المودعة في البنوك الفيدرالية في نيويورك سيجعلها عرضة للكثير من احكام المصادرة لسداد ديون كبيرة على الانظمة العراقية البائدة.
لقد أستخدم الفصل السابع من قبل الامم المتحدة في الازمة الكورية عام 1950م ثم في الازمة الكونغولية عام 1960م ثم مع العراق 1990م ، لكن أي من الدول السابقة لم تجهز لاحتفالات كبيرة كما يحضر العراقيون . ومن جهة اخرى لم تقابل الدول التي فرض تطبيق الفصل السابع بسببها عملية الرفع بالتجاهل التام الذي نمارسه اليوم في الكويت وكأن لاشأن لنا به ، متجاهلين اننا فقدنا المظلة الاممية للمطالبة بما على العراق لنا من التزامات ، ومتجاهلين ايضا حق العراق في اعادة تجهيز وبناء جيش المليون رجل باحدث الاسلحة. فهل من مغير للجغرافيا التي اثقلت كاهل التاريخ؟
تعليقات