'تاريخي'.. فوزية أبل واصفة يوم 30 يونيو في مصر

زاوية الكتاب

كتب 1452 مشاهدات 0


القبس

'مرسي ميتر'

فوزية أبل

 

30 يونيو يوم تاريخي في مصر، لأنه سيحدد شرعية أول رئيس مدني منتخب، وهو محمد مرسي.

مرحلة غير عادية تمر بها مصر، وقد تؤدي إلى انطلاقة لثورة جديدة، كما تتوقع قوى المعارضة، أو إلى انقسام دراماتيكي وشلل للمؤسسات، كما يرى مناصرو الرئيس محمد مرسي.

التحديات المطروحة أمام المصريين تكاد تكون مصيرية هذه المرة، خصوصا ان تظاهرات الثلاثين من هذا الشهر سوف تكون تحت عنوان «ما بعد الرحيل»، أي أن قوى المعارضة تعتبر أن الرئيس مرسي سيرحل - لا محالة - إن لم يكن خلال أيام، فعلى الأرجح خلال أسابيع.

وان كثيرين من قوى الثورة المضادة لحكم مرسي بدأوا يطرحون الصيغ الدستورية والقانونية لمرحلة ما بعد سقوط الرئيس، ومنها كيفية إجراء الانتخابات، وما إلى ذلك.

ولكن بعض المراقبين الموضوعيين يستبعدون سقوط حكم «الاخوان المسلمين» بهذه السرعة، نظرا الى أن «الاخوان» ومناصريهم لديهم - أيضا - قواعد شعبية، وقد بدأوا منذ الآن بالتظاهرات الحاشدة والتحذيرات العنيفة ضد قوى المعارضة.

وهكذا، فإن الــ 30 من يونيو سيكون يوما تاريخياً لاستعراض القوة بين الأطراف المتنازعة، ويخشى كثيرون أن يدفع المواطن المصري العادي الثمن من خلال الشلل المتواصل للمرافق الحيوية والمؤسسات، وحتى القطاعات الأمنية وغيرها.

وإذا كان رئيس الجمهورية - بالذات - قد قرر الامتناع عن الذهاب إلى قصره الرئاسي، خوفا على حياته، فكيف بالنسبة الى المسؤولين في الإدارات والمراكز الحيوية؟!

ونردف بالقول: ان المصريين المتضررين من ممارسات حكم الاخوان المسلمين لا يتركون وسيلة إلا ويحاولون استخدامها، للتعبير عن معاناتهم ومطامحهم.. سواء في الشارع أو في وسائل الإعلام التلفزيونية، أو في الكتب والمجلات.. إلخ، مما يدل على تفاعل المصريين القوي مع كل جديد من جهة، وقدرتهم على الابتكار من جهة أخرى، فهم شعب مثقف وصاحب تجربة عريقة حتى في استخدام وسائل السخرية اللاذعة في وجه أي مسؤول، أو أي مستأثر بالقرار في هذا المجال أو ذاك.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لا يمر يوم إلا ونجد فيه بروز كيانات جديدة، ووسائل مبتكرة في التعبير عما يجول في الخاطر.

ولم يترك المعترضون - ومنهم المثقفون والمبدعون - وسيلة للتعبير إلا واستخدموها في انتقاد الوضع الحالي، في ظل الترقب المتواصل لكل موقف، ولكل خطوة تتخذها السلطة الحاكمة.

«مرسي ميتر».. موقع أنشأته مجموعة من الشباب - لا ينتمون الى أي تيار سياسي أو ايديولوجي - بدأوا في مشروع «ظبطك»، بهدف تمكين المواطن من معرفة أماكن الفساد والجرائم، وهو محاولة لتوثيق ومراقبة أداء الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.

«مرسي ميتر» يراقب التحركات في الملفات الخمسة فقط، التي وردت في برنامج الرئيس أول مائة يوم (الأمن، المرور، الخبز، النظافة، الوقود). وتتم المتابعة من خلال وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة وما يصدر من مؤسسة الرئاسة من تصريحات أو بيانات تبين تحركاتها.

وأخيراً، حالة من القلق تسود أجواء «المحروسة»، وإعلان الحكومة لخطط الطوارئ والتحذير من عصيان مدني، ومطالبة قوى المعارضة والقوى الثورية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورفض انتظار انتهاء مدة الرئيس الحالي في 30 يونيو 2016. فبين أصوات الملايين الــ 13 التي حصل عليها الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في يونيو 2012، وبين 15 مليون توقيع من المواطنين المصريين، يعلن أصحابها سحب ثقتهم منه، تتأرجح شرعية أول رئيس مدني منتخب، في 30 يونيو!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك