قال الجيل الذهبي.. قال !!!

زاوية الكتاب

كتب 1095 مشاهدات 0

خالد ابوقدوم

يصاب أنفي بالقشرة، وشعري بالزكام، وأستشيط غضباً فأمارس السادية بشكل سفري على صرصور عبري، رماه حظه العاثر بقربي، فأعطيه المقسوم بضربة خطافية من نعالي، فيودع عالمنا الجميل، عقب مشاهدته لآخر صورة له في الدنيا made in china – 44.

هذا التغير الإنثروبولوجي الذي يعتريني ليس مرده الى موسم الحساسية أو الى موسم هجرة الجراد وطيور الحمروش، وإنما مرده الى الاسطوانة التي ما زلت أسمعها مرارا وتكرارا منذ أكثر من ثلاثين عاما وأعني بها اسطوانة ' أسباب تدهور الكرة الكويتية' عقب كل فشل للمنتخب، وعليه أقول بعد التوكل على الله والصلاة على نبيه: أن جملة تدهور الكرة الكويتية.. جملة اخترعناها ليس لها أصل أو فصل على أرض الواقع، وهي عبارة إبتدعها وكررها على عماها محبي المنتخب، يهيمون بين الصحف والفضائيات بحثا عن فتفوتة بحث أو كسرة تحليل عن أزرقهم، حالهم كحال ' يا من عين الضاله..جزاه الله خير ..والحلاوة آنتين..والعقلان على الله. مع فارق ان محبي المنتخب لن يجدوا ضالتهم، فيما وجدها مضيع الضاله نظير آنتين فقط.. يا بلاش!!

احبائي واحباتي محبي منتخبنا الوطني العظيم لكرة القدم، لا اراكم الله مكروها بعزيز، أبشركم بان الكرة الكويتية لم يهبط مستواها، واياكم ثم اياكم ان تسمعوا او تنظروا اوحتى تشموا لمثل تلك الخرافات، فتصبحوا شركائهم في الخرفنة... وإليكم الجواب القاطع لمن بحث عن الدليل الساطع، فأقول: إذا علمنا ان مقياس الحكم على مستوى منتخبات اي قارة يكون بالدرجة الاولى عبر بطولة كأس الامم، كون المتوج باللقب منتخب واحد فقط، علمنا حينها مستوى الكرة الكويتية بالضبط، ولو نظرنا الى تاريخ مشاركات الازرق بكاس أمم اسيا لوجدنا ان المنتخب طوال مشاركاته الاحدى عشر بالبطولة لم يحرز اللقب سوى مرة واحدة فقط، بعد الاستعانة بعاملي الارض والجمهور، بل ووصل الامر به احيانا الى الفشل ببلوغ البطولة، كما حصل بنسختي 1992 و2007 وبالتالي لا يسعنا الا ان نعترف بالحقيقة المرة الغائبة، وهي ان اللقب اليتيم الذي احرز في عام 1980 كان 'طفرة' ... نعم طفرة وبامتياز... وعندما انتهى مفعولها، عادت حليمه لعادتها القديمه بالتخبط يمينا ويسارا، وبالتالي فليس من المنطق يا أهل المنطق، اعتبار لقب وحيد مقياس لتقدم او تدهور، وبالمقابل نغمض اعيننا ونغلق آذاننا ونكمم افواهنا، عن الفشل في باقي البطولات العشرة، وهو ما يجرنا من ايدينا جرا الى مثال، كطالب تعود على الرسوب بأخذ الصف الدراسي بسنتين، وفي احدى المرات نجح من السنة الاولى ثم عاد في العام الذي يليه لسيرته الاولى، فهل سقوطه تدهورا أم ان نجاحه كان طفرة؟!!هذا بالضبط ما حصل مع الازرق، فارحموا ازرقكم يرحمكم الله، ولا تحملوه اكثر من طاقته فطاقته محدودة، ولن يطير بدون جوانح مهما شرب من ريد بول!!

الغريب ان الطفرة التي شهدتها الكرة الكويتية ببداية الثمانينات، كانت ايضاعلى مستوى اللاعبين انفسهم، فـ 'الجيل الذهبي' اوهكذا يسمى، والذي حقق كاس آسيا ووصل للمونديال واولمبياد موسكو، هو الجيل ذاته في مجمله الذي فشل قبل وبعد زمن الطفرة بجميع بطولات القارة، أمثال، فيصل والعنبري والحوطي ومعيوف ومحبوب وغيرهم.

 واما البطولات التي حققوها ككأس الخليج وبطولة العالم العسكرية وغيرها، فهي بطولات ثانوية، لا تمثل المقياس الرسمي لمستويات القارة، لاقتصار المشاركة فيها على بعض المنتخبات كدورة الخليج، او المشاركة بالجنود والعساكر كبطولات العالم العسكرية.

اما الان وقد اصبحنا اولاد اليوم، فان السؤال الذي يطرح نفسه ارضا، بتثبيت الكتفين:

هل باستطاعة الجيل الذهبي لو عاد به الزمن، ان يحقق الانجازات ذاتها التي حققها ببداية الثمانينات؟؟.. نقطة وسطر جديد.

الجواب لا!! والسبب، ان ذلك الجيل بمعلقه الذهبي ايضا خالد الحربان، جيلا خدمه الحظ، بمجيئه بوقت ساد به 'الجيل البلاستيكي' ان صح التعبيرغالبية منتخبات القارة، واما الاقوياء حينها فقد اثرت عليهم الحرب كالعراق وايران، فكانت الساحة سداح مداح للازرق، يلعب بها كيفما شاء .. واوووه يا الازرق.. العب بالساحه !! يعني باختصار: كان المنتخب يلبس فانيلته.. يدش ملعبه.. ياخذ بطولته.. يرد ديرته !!

 انني اجزم وابصم باصابعي العشرين، وفوقهم اصابع الربع والخلان، بان الجيل الذهبي الذي صدع الاعلام به رؤوسنا طوال عقود، لن يكون بمقدوره تحقيق نتائج أفضل حتى من نتائج الجيل الحالي، بنجومه امثال المطوع ووليد على وندا، خصوصا وان افضل جيل كما يصنفه البعض، جيل وبران وبشار وبخيت، الذي عقدنا وربطنا عليه الآمال كي لا تفر من مرابطها، لم يحقق شيء مع محترفي اسيا، الذين حققوا نتائج ملفتة بالمونديال، فكيف بجيلنا الذهبي الذي عاد بخفي و' ادلاغات' حنين، عندما واجه المحترفين بمونديال82..قال... جيل ذهبي قااال !!

ولان الشيء بالشيء يذكر، فهذا يذكرنا بالدراسة التي اعدها الاتحاد السعودي عقب خروج منتخبه من تصفيات مونديال 2010 وكان الهدف منها، العودة بالاخضر الى سابق عهده بعد هبوط مستوى الكرة السعودية.. وهي بلا شك دراسة كانت في محلها، فالاخضر بطل كأس اسيا لثلاث مرات، ومثلها وصافة، ووصل المونديال اربع مرات متتالية، وصعد خلال الوصول الاول الى الدور الثاني، ناهيك عن انجازات الدرجة الثانية، كالتاهل الى الاولمبياد والتتويج بكاس الخليج ومعه كاس العرب والقابا اخرى عديدة.

الدراسة لم تؤتي ثمارها، بل واستمر مسلسل تدهور الاخضر السعودي حتى اصفر وازداد اصفرارا – انتبه امامك مطب -  لكن ما لا يختلف عليه كبشان، ولا يتناطح عليه رجلان، ان الدراسة كانت في محلها.انا على يقين بان الازرق لو حقق نصف ما حقق 'خويه' الاخضر، لاعتبرنا ذلك تدهورا للكرة العالمية، وليس الكويتية فحسب!!!

بناء على ما سبق أقول وبالله المستعان: ان اللبن المسكوب الذي ما زلنا نبكي عليه منذ ثلاثة عقود، حتى جفت مآقينا، لبن قد جف وابتلعته الارض، وشربت وراه سفن أب حجم عائلي..فوفروا دموعكم يا عشاق الازرق، فالدمع الابيض ينفع لليوم الاسود. الناس وصلت الى برازيل 2014 وانتم ما زلتم تتباكون على لبن 82...ارحموا انفسكم من تلك الخرافة التي عنوانها: أسباب تدهور الكرة الكويتية... وأنا لكم ناصح أمين، فمسلسل اخفاقات الكرة الكويتية طويييييييييل ...أطول من حلقات مسلسل تركي مدبلج...وهيدوووه هيدوه...اور كمل...هيدوووه هيدوه...لفلي كمل. وسلامتكم!!!!

خالد ابوقدوم

الآن: رأي: خالد ابوقدوم

تعليقات

اكتب تعليقك